الإنتفاضة
أثار العثور، صباح اليوم، على زورق مطاطي مهجور بالقرب من الميناء المعدني الجديد بمدينة آسفي حالة إستنفار أمني كبير، وسط تساؤلات حول خلفيات وجوده في منطقة حساسة تخضع لمراقبة صارمة.
و حسب مصادر محلية، فقد تم رصد الزورق عائما على مسافة قريبة من الرصيف البحري، ما إستدعى تدخل السلطات البحرية و عناصر الدرك الملكي التي هرعت إلى المكان لمباشرة التحقيقات الأولية. الزورق، الذي بدا في حالة جيدة نسبيا، كان خاليا من أي ركاب أو محرك ظاهر، الأمر الذي زاد من غموض الواقعة.
الفرضيات تعددت بين كونه وسيلة إستُعملت في محاولة للهجرة السرية نحو الضفة الأخرى، أو في عمليات تهريب غير مشروعة، خاصة و أن سواحل آسفي تُعتبر ضمن المسالك البحرية التي يلجأ إليها المنظمون بسبب موقعها الجغرافي الإستراتيجي.
و شوهدت عناصر خاصة من الشرطة القضائية و هي تقوم برفع البصمات و جمع الأدلة، في حين تم قطر الزورق نحو الميناء قصد إخضاعه للمعاينة التقنية. مصادر مطلعة لم تستبعد أن يكون الأمر مرتبطا بشبكة منظمة، خصوصا مع تزايد محاولات الهجرة غير النظامية عبر سواحل المحيط الأطلسي في الأشهر الأخيرة.
الحادثة تطرح من جديد أسئلة محرجة حول يقظة المراقبة الساحلية و ذكاء الشبكات الإجرامية التي تبتكر طرقا جديدة لتفادي الرصد الأمني، مما يجعل الملف مفتوحا على إحتمالات عديدة.
و إلى حين صدور نتائج التحقيقات الرسمية، يظل زورق آسفي “الغامض” عنوانا لقصة بحرية لم تكتمل فصولها بعد، تضع المدينة في قلب واجهة النقاش حول الهجرة السرية و التهريب البحري.