الانتفاضة
في ظل اشغال اللجنة الوطنية لاصلاح انظمة التقاعد والتي نعلم ان لجنتها التقنية بدأت عملها منذ 2025/09/18، يطرح الوضع الحالي عدة مخاوف مرتبطة بامكانية ادخال تغييرات جوهرية على فصول قوانين التقاعد. ونخص بالذكر:
الفصل 44-2 الوارد بالباب الثاني المكرر من القانون رقم 71-011 المحدث بموجبه نظام المعاشات المدنية والمتعلق بالزيادة في معاشات تقاعد المدنيين
الفصل 47-2 الوارد بالباب الثاني من القانون رقم 71-013 المحدث بموجبه نظام معاشات التقاعد العسكرية والمتعلق بالزيادة في معاشات تقاعد العسكريين
ان عدم تمكن النقابات الممثلة ضمن اللجنة من فرض مواقفها حول اعادة صياغة هذين الفصلين بشكل جذري لتحقيق العدالة والمساواة كما هو معمول به في جل انظمة التقاعد العالمية يعني ما يلي:
1. تجميد قسري للمعاشات: بعد استنزاف معاشات المتقاعدين الحاليين، سيظل اغلب النشيطين معنيين بتجميد قسري لقيمة معاشاتهم طوال فترة احالتهم على التقاعد. وهذا الوضع قد يزداد سوءا، خصوصا في ظل التغييرات التي ستقترحها الحكومة على عناصر تصفية المعاش ضمن اشغال الاصلاح الجارية.
2. اهمية اصلاح الفصلين 44-2 و47-2: لا ينبغي ابدا ان تغفل النقابات اهمية هذين الفصلين لما لهما من اثر مباشر على تحسين قيمة المعاشات وضمان استفادة المتقاعد من كل اشكال الزيادات الطارئة على اجور النشيطين. اذ يساهم المتقاعد براسمال احتياطاته في البناء الوطني وفي انتاج وخلق الثروة الناتجة عن الناتج الداخلي الوطني.
3. خطر المال الحديث والتحديات الاقتصادية: النقابات قد لا تكون استوعبت بعد خطورة تحولات المال الحديث خلال الـ15 سنة الماضية والتي اثرت على الاقتصادات والمجتمعات اذ لم تعد هذه التحولات تؤمن حقوق المتقاعد في الحياة. مثال ذلك ما يفرضه البنك الدولي من رفع سن التقاعد الى 70 سنة وآثار ديون الدولة على الانتاج الاقتصادي وبالتالي على قيمة المعاشات فرنسا نموذجا.
4. السيناريو المتوقع للاصلاح: الحصيلة التفاوضية للجنة الوطنية والتقنية مع النقابات وكافة الاطراف الاخرى قد تحمل في مغزاها تطبيق ما يمكن تسميته بـ “الثالوث الملعون” بصيغ مقولبة نتيجة الضغط المالي الدولي الذي يركز فقط على التوازنات المالية العامة على حساب الحقوق والادوار الاجتماعية لصناديق التقاعد.
خلاصة: معالجة هذين الفصلين بشكل جذري هو السبيل لضمان حقوق المتقاعدين وحمايتها من اي سياسات تجميدية او اجراءات تقشفية ولتامين مستقبل معاشي عادل لجميع المغاربة.