كل التضامن مع رضى ضد الأمير

0

الانتفاضة // مصطفى الفن

لم أفاجأ وأنا أقرأ أن الأمير مولاي هشام رفع دعوى قضائية ضد الناشط المدني والصديق العزيز محمد رضا الطاوجني..

طبعا اللجوء إلى القضاء هو سلوك حضاري ومتحضر..

وهو أيضا حق مشروع للأمير ولغير الأمير إذا ما شعر أنه مس في شرفه في اعتباره..

لكن الذي فاجأني حقيقة هو النقيب عبد الرحيم الجامعي المدافع الشرس عن حرية الرأي وعن حرية التعبير وعن الحق حتى في ازدراء الأديان وعن الناشطة ابتسام لشكر..

شخصيا، أنا جد مصدوم مما فعله النقيب الجامعي..

لماذا؟..

لأن الجامعي، الذي أفنى حياته في الدفاع عن الحرية، قرر، اليوم، أن يترافع ضد الحرية..

وضد الحق في التعبير..

وضد ناشط مدني أدى الثمن غاليا من حريته..

ولولا العفو الملكي الكريم، لكان الطاوجني الآن مازال في السجن..

وكم وددت لو دخل النقيب الجامعي بخيط أبيض في هذا الخلاف العرضي والهامشي بين الأمير والطاوجني عوض اللجوء إلى جرجرة هذا الناشط المدني أمام المحاكم..

كما أني لا أفهم لم لجأ الأمير مولاي هشام إلى القضاء رغم أن سموه لم يترك تهمة ولا جناية صغيرة أو كبيرة إلا ووجهها إلى مؤسسات بعينها في حواره مع الجريدة الإسبانية المعلومة؟..

وأنا هنا لا أتهجم على الأمير مولاي هشام لأني لست من أولئك الذين يهاجمون الأمير مولاي هشام أو يختلقون الإشاعات حوله..

ولا أتذكر أني فعلت ذلك لأن الأمير هو فرد من أفراد الأسرة الملكية وينبغي أن يحظوا جميعا بكامل الوقار والاحترام..

لكن، وكلامي هنا موجه إلى الأمير مولاي هشام، تصور لو أن بعض “موسسات الدولة”، التي جففت بها الأرض في حوارك مع “إلكونفيدونسييل”، قررت هي بدورها اللجوء إلى القضاء؟!..

فماذا سيكون ردك والحالة هذه؟..

طبعا أترك لك الجواب..

لكن دعني أقول لك إني جد حزين..

ولا أخفي أنه انتابني إحساس أن الدولة وربما حتى بعض مؤسسات الدولة العميقة هي جد متقدمة وجد متحررة مقارنة مع النخب والمجتمع أيضا..

بقي فقط أن أقول:

كل التضامن مع رضى ضد الأمير..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.