الانتفاضة // اسامة السعودي
عاد العنف المدرسي إلى الواجهة من الجديد، بعدما أصبح بعض التلاميذ يتطاولون على الأساتذة و يتهجمون عليهم بالضرب و الشتم و الشجار داخل القسم، و ذلك لاسباب بسيطة ينفعل على اثرها التلميذ و يصوب سهامه الى الاستاذ الذي يدرسه، لم يعد هناك الاحترام الذي كان يكنه التلاميذ للأساتذة في السابق، بل أصبح الاستاذ في القسم غريبا شأنه شأن الاخرين.
و على إثر ذلك تعرض استاذ بجماعة بونعمان مساء يوم الخميس 18 ابريل الجاري الى حادث اعتداء مرس في حقه من طرف التلميذ الذي يدرسه و انهال عليه بالضرب، الشئ الذي استوجب نقل الاستاذ على وجه السرعة إلى المستعجلات، و وقعت أيضا في الأيام الماضية حادثة عنف في المؤسسات العمومية، بعدما قامت أستاذة مادة التربية الإسلامية بجماعة إفران الأطلس الصغير بالاعتداء على أحد التلاميذ في الفصل.
و أصبحنا نشاهد حالات كثيرة من العنف الممارس داخل الاقسام العمومية، حيت أصبح الفضاء المدرسي مكان للعنف و تبادل الضرب و الشتم، و لم يعد يحترم ذلك المكان الذي يتم فيه التعلم أبجديات القراءة و الكتابة، و الاحترام المتبادل بين التلاميذ و الأساتذة، بل أصبح الكل في كفة واحدة لدرجة أن بعض التلاميذ يخوفون الأساتذة و يتبادلون معهم الكلام و سط القسم و قد يتحول الى شحار عنيف بينهم.
و توجد حالات كثيرة من العنف المدرسي، سواء بين التلاميذ فيما بينهم، أو بين التلاميذ و الأساتذة، و ينتهي هذا الشجار بنقل أحدهم الى المستشفى و الاخر الى التحقيق، لم يعد فضاء المدارس العمومية يسوده الاحترام و التعليم، بل اصبح مكانا للفوضى و استعراض العضلات على الاخرين.
و تابعت جمعيات آباء و أمهات و أولياء التلاميذ بالمغرب و النقابات التعليمية، هذه الوقائع و رفضت بصفة مطلقة ممارسة مثل هذه الأعمال داخل أسوار المؤسسة، و قال علي فناش، “نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعية آباء و أمهات و أولياء التلاميذ بالمغرب” لبعض وسائل الاعلام:” بأن جمعية اباء تابعت عن كثب ما وقع في جماعة إفران الأطلس الصغير، و استنكرت الفعل التي قامت به أستاذة مادة التربية الإسلامية في حق تلميذيها، بطريقة قاسية مرفوضا استعمالها في المؤسسة، لأن نحرص أشد الحرص، على ضرورة تعليم التلاميذ القراءة و الكتابة و نرفض استعمال العنف في حقهم، لانه يعطي صورة سيئة للمؤسسات التعليمية”.
و تطرق علي فناش في تصريحه لاحد المنابر الإعلامية، “بأن هذا العنف الممارس في المؤسسات العمومية لا يحتاج الى العقاب أو غرض عقوبات زجرية، بل يحتاج الى حلول علاجية يكون لكل الفاعلين التربوين دور فيها”.
و أشار المتحدث ذاته، “بأنه يجب تفعيل مراكز الاستماع داخل المؤسسات العمومية، و وضع عروض و أنشطة تساهم في خلق جو تربوي بمشاركة الأساتذة و أسر التلاميذ، لأن التلميذ الذي يصدر منه هذا السلوك العنيف،لا نعلم ظروفه و أسبابه الذي أدت إلى ارتكاب مثل تلك الأفعال، و هو الامر الذي يستدعي منا أن نعالجه بروح علمية تربوية وليس معاقبته بعقوبات سالبة للحرية و حرمانه من الدراسة، و رصد منابع العنف و القضاء عليها، حتى نحظى بمدرسة آمنة سالمة تقوم بادوارها التعلمية”.
التعليقات مغلقة.