التام “المجتمع المدني” في غرفة التجارة والصناعة والخدمات بمراكش من اجل لقاء فكري وثقافي وعلمي واستفادي وتمكيني، واختير له اجود ما جادت به الساحة التفكرية والتقعيدية والعلمية والفكرية والطاقات الجهبيذة والفطاحلة الاشاوس والخامات العلمية التي يقام لها ويقعد، وفعلا ابلى هؤلاء الاساتذة والدكاترة البلاء الحسن في النقاش والحوار والتفاعل مع كل ما تم طرحه من افكار ومقولات وشعارات وتصورات ومقترحات ورؤى ومعلومات يشعرك وكانك قد بلغنا السماء وزاحمنا الغمام، ولم يبق لنا الا ان نقطف ثمار هذه الجهود المبذولة في المجال الفكري والثقافي والعلمي على حد سواء.
الا ان المؤسف الشديد يبدو ان ما يسمى ب “المجتمع المدني” لا يواكب هذا التطور ولا يساير هذا التغيير ولا يجاري هذه المتغيرات الفكرية والعلمية على حد سواء، فهو اي – “المجتمع المدني” – لا يفتا ينتكس في اقرب محطة، وينكفا على ذاته ويخلف الموعد مع التطور والتغيير والرقي والسمو والعلو والرفعة، ويظل متخبطا في كل ما من شانه ان يجر بتلابيبه الى وتد الرجعية ويشد باسماله الانيقة شكلا، والمتسخة جوهرا الى معاول الهدم، وهو يظنها ادوات لحفر المستقبل، ولا ادل على ذلك ان جمهرة من المجتمع المدني ذهبت لتصلي العصر حينما حل وقت العصر، في احدى المساجد الصغيرة التي تجاور مقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات، لكنك بمجرد ما تدخل الى تلك (البقيعة) الصغيرة حتى تزكم انفك الروائح الكريهة المنبعثة من “التقاشر” وكاني ب “المجتمع المدني” لا يدري ان جزءا من تمدنه وحضارته مرتبط بحفاظه على الطهارة والنقاء والضفاء والوفاء والاباء والعطاء، وليس العبرة بارتداء ملابس فاخرة و “الكومبليات” و “الكرافاطات” و “النظارات الشمسية” و “الطبية” ومعانقة “المحافظ” و “الكلاسورات” و “الصيكان” النسوية الغالية الماركة، اضافة الى “مشاقف” (الايفون) و (السامسونج) الغالية الثمن بينما التقاشر التي لا تساوي اكثر من عشرة دراهم كانت كافية لتظهر للعادي والبادي ان جزءا من “مجتمعنا المدني” – عفوا – المجتمع البدوي واالقروي، مع الاعتذار للبادية والقرية طبعا، فاناسها رغم فقرهم وعوزهم وخصاصهم الا انهم لا يفرطو في جانب النظافة و الطهارة ولو “بقطيع الراس” لكن جزءا من “مجتمعنا المدني” (بين قوسين) خول تلك (البقيعة) الطاهرة في المسجد الى (بقيعة) تنتشر فيها روائح “التقاشر” ذات اليمين وذات الشمال، ولا يملك للانسان الا ان يشد انفه رحمة بنفسه حتى يمكنه انهاء صلاته، والا فلا يمكنه ان يصبر حتى لثواني معدودة، فبالاحرى ان يؤدي صلاته التي قد تستغرق خمس دقائق على الاقل اذا ما قل فيها الخشوع، اما اذا ما حضر الخشوع فيمكن للوقت ان يتمدد الى عشر دقائق على الاقل، ويصبح حينها اداء الصلاة وكانه عقاب للانسان على جرم لم يرتكبه، فقط ذهب لاداء واجبه الديني، فاذا بالمجتمع المدني يصدمه بالروائح “التقشيرية” التي تملا المكان في كل مناحيه وزواياه للاسف الشديد.
فهل بهذا “المجتمع المدني” الذي لا يرد بالا “لتقشيرته” الخانزة ولا يرد بالا لفمه العطن، ولا يكاد يجد حتى الوقت لاستعمال مطهر لفمه “الطواليطي”مع الاعتذار (للواليطات) طبعا التي قد تكون نقية و (تشها تنعس فيها)، عوض التقاشر الخانزين ديال ما يسمى ب “المجتمع المدني” عندنا للاسف الشديد، وهل لهذا “المجتمع المدني” الذي لا يحسن حتى اخذ نقطة نظام من اجل التعبير عن ارائه؟؟؟، ويستغلها المتدخل مثلا في الحشو والقيل والقال وكثرة الارتجال والمدح والتطبيل لجهة ما على حساب جهة ما، الشيء الذي يسيء الى المجتمع المدني اكثر مما يحسن اليه، وهل المجنمع المدني الذي لا يحترم دوره في الدخول الى “الطواليطات”، او الذي يدخل “للطواليطات” ولا يتمكن حتى من رمي الماء؟؟؟، وهل “المجتمع المدني” الذي لا يحترم دوره في الاماكن العمومية ويتسابق وكانه في حلبات المنافسة؟؟؟، وهل “المجتمع المدني” الذي لا يرعوي في “التحنزيز” في الشارع العام؟؟؟، وهل “المجتمع المدني” الذي لا يحترم خصوصيات الغير، ويحشر انفه في كل صغيرة وكبيرة والتي غالبا لا تهمه؟؟؟، وهل “المجتمع المدني” الذي يتكلم اكثر مما يستمع علما ان له فم واحد واذنين، والمنطق يفترض فيه ان يتكلم الانسان اقل مما يستمع؟؟؟…وهل وهل وهل…؟؟؟هل بهذا “المجتمع المدني” يمكننا ان نبني دولة مدنية يسود فيها العدل والانصاف والحب والاحترام والتقدير…؟؟؟ اعتقد لا والف لا بل مليون ومليار ولا نهاية لا لانه بهذه السلوكات والتصرفات انما نكرس لمجتمع جاهلي وجهول ومجهل ومجهول وفيه كل انواع الجهالات للاسف الشديد.
ثاني الامارات التي تدل على اننا لسنا ب “مجتمع مدني” تلك المتعلقة ب “البوفي”…فالمنظمون قدموا جزءا من الاكل والشرب وهو عبارة عن ما يسمونه ب “البوفي” لفائدة المشاركين، لكن يبدو اننا بعيدون كل البعد عن الحضارة والتمدن والتطور، ف “الحبشي” يسارع الخطوات من اجل ملء “الميكة الكحلة والتعمار ديال الجيوب بالحلوى” و التي لا تساوي شيئا، لكن “الحاجة ديال فابور دائما “المجتمع المدني” عزيزة عليه”، اما اولئك الذي يحصدون الحلوى وباشكالها المختلفة ويشربون اكثر من عصير فاكثر من شعب قطر للاسف الشديد.
هي مظاهر للعطانة والعفونة و “الطواليطية” تظهر ان ما يسمونه ب “المجتمع المدني” يبقى شعارات وكلام “ديال” الصالونات والمقاهي والمتتديات والمحاضرات والمناظرات والملتقيات ليس الا.
اشير الى ان هنااك بقية باقية من “المجتمع المدني” التي تمثل “المجتمع المدني” شكلا ومضمونا حقا وحقيقة لكنهم قليل كقلة الحياء والايمان في زمان الناس هذا، وفي مملكة شريفة تملك كل مقومات التطور والتحضر والتمدن لكنها لازالت تخلف الطريق، وتجهل المسلك، ولا تعرف من اين تؤكل الكتف عفوا لا تعرف من اين تؤكل الحلوى عفوا مرة اخرى لا تعرف من اين تؤكل الحضارة والمدنية واشياء اخرى اترك لنباهة القارئ الكريم ان يتخيلها نباهة منه.
التعليقات مغلقة.