الانتفاضة/ ابراهيم أكرام
أعلنت الرئاسة الجزائرية، الأربعاء، عن قرار العفو الرئاسي عن الكاتب والروائي الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، الذي كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة عام إثر إدانته بتهمة “المساس بالوحدة الوطنية”، في قضية أثارت جدلا واسعا وألقت بظلالها على العلاقات الجزائرية الفرنسية خلال الأشهر الماضية.
وجاء القرار عقب طلب رسمي تقدم به الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إلى نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، دعا فيه إلى “لفتة إنسانية” تجاه الكاتب الذي يعاني من وضع صحي هش جراء إصابته بسرطان البروستاتا، واقترح نقله إلى ألمانيا لتلقي العلاج. واستجابت الرئاسة الجزائرية للطلب، معتبرة أن دوافعه “إنسانية بحتة”، ومعلنة أن الدولة الألمانية ستتكفل بنقل صنصال وعلاجه الكامل في برلين.
الكاتب البالغ من العمر 81 عاما، يعد أحد أبرز الأصوات الأدبية الفرانكفونية في شمال إفريقيا، عرف بجرأته وانتقاداته اللاذعة للسلطات الجزائرية، ما جعله شخصية مثيرة للجدل. وقد رحبت عائلته بالقرار الرئاسي، وعبرت ابنته صبيحة عن امتنانها “للجهود التي أنقذت حياة والدها”، مؤكدة أنه “كان يعيش أياما صعبة في السجن بسبب المرض وتقدم العمر”.
من جهته، أعرب رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو عن ارتياح بلاده للقرار، مشيدا بما وصفه بـ“الخطوة الإنسانية الحكيمة”.
ويرى مراقبون أن هذا العفو قد يشكل بادرة حسن نية تمهد لإعادة الدفء إلى العلاقات الجزائرية الأوروبية، بعد فترة من التوتر السياسي والدبلوماسي، خصوصا بين الجزائر وباريس.