الانتفاضة
في مشهد يعكس نزعة دفاعية عن الهوية الوطنية، إجتمعت جماهير كرة القدم الكندية في إحتجاجات مكثفة ضد التعديلات المقترحة على قواعد الدوري، و التي يرون أنها تمثل محاولة “أمريكنة” اللعبة الكندية الأصيلة.
المعركة تدور حول سلسلة تغييرات مثيرة للجدل خططت لها دوري كرة القدم الكندية (CFL) للفترتين 2026 و 2027، من بينها تقليص طول الميدان، و نقل العارضة الخلفية إلى نهاية منطقة الأهداف، و إجراء تعديلات إضافية في القوانين الأساسية.
هذه التغييرات أثارت رد فعل عنيفًا من التقليديين من المشجعين الذين يقولون إن ما يميز الكرة الكندية – مثل الميدان الأكبر، و اللاعبين الـ 12، و قانون الثلاث محاولات فقط للوصول إلى 10 ياردات – على وشك الزوال.
و بحسب إستطلاع أجراه معهد “أنغوس ريد”، فإن غالبية المشجعين المخلصين يعارضون هذه التعديلات.
و يؤكدون أنهم لم يُستشاروا في الموضوع، و أن قرار التغيير جاء دون اعتبار كافٍ للشغور العاطفي و الهوية التاريخية للدوري.
من جانبه، حاول مفوض الدوري ستيوارت جونستون تهدئة المخاوف بالتأكيد على إلتزامه “بروح اللعبة الكندية” : قائلاً إن العناصر المميزة للدوري – مثل قاعدة الثلاثة محاولات، و اللاعبين الـ 12، و المناطق الكبيرة – ستظل حية في قلب اللعبة.
لكن المشاعر القومية داخل الجماهير إرتفعت بشكل لافت، خاصة في ظل توتر سياسي بين كندا و الولايات المتحدة؛ بعض المشجعين يرون أن هذه التعديلات لا تتعلق فقط بالرياضة، بل بهوية وطنية تتعرض للضغط.
على وسائل التواصل و منتديات المشجعين، ظهرت دعوات لمقاطعة أو الإحتجاج بطريقة سلمية : بعضهم يطالب بوقف تجديد تذاكر الموسم، و آخرون دعوا إلى «حظر رمزي» في المدرجات عبر إرتداء الملابس السوداء أو تغطية شعارات الدوري، كرمز رفض للتغيير.
في النهاية، يبدو أن الدوري يقف على مفترق طرق : هل يمكنه جذب مشجعين جدد من خلال التحديث ؟ أم أن ذلك سيكلفه قاعدة الجماهير المخلصة التي رأت في الكرة الكندية لعبة فريدة و غير قابلة للمساومة ؟