الانتفاضة // إلهام أوكادير
احتضنت ردهات الدورة الـ44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بالإمارات فعاليات غنية ومتنوعة، جمعت بين الأدب، المعرفة، الفن، والإبداع لدى الأطفال، مؤكدة بذلك مكانة المعرض المميزة، كمنصة تجمع المبدعين والجمهور في تجربة ثقافية إستثنائية.
ففي جلسة حملت عنوان “محمد سلماوي.. سيرة ومسيرة”، قدم الكاتب والروائي المصري “محمد سلماوي” لمحة من حياته ومساره بين الأدب والصحافة، مستعرضًا تجربته الأدبية الحافلة بالمحطات المتميزة، بدءًا من دراسته للأدب الإنجليزي وفهمه للبناء الأدبي، وصولا لتحولاته المهنية إثر وعيه المتزايد بالقضايا المجتمعية البارزة على السطح.
فقد أوضح “سلماوي” خلال هذه الجلسة الفنية والثقافية، أن الكلمة بطبيعتها وبتأثيرها القوي، سلاح الصحفي والأديب في ذات الوقت، بالرغم من إمكانية اختلاف معناها لدى كليهما، مستعرضًا خلال ذلك، كيف استطاع الأدب والصحافة معا تشكيل رؤيته الشخصية للمجتمع والمستقبل.
أما في جلسة أخرى بعنوان “المعرفة قوة.. نحو مجتمع معلوماتي متكامل”، فقد سلط خبراء المكتبات والمعلومات الضوء على أهمية المعرفة والعلم، كركيزة أساسية للتقدم وبناء وعي الفرد والمجتمع، مؤكدين أن سهولة الوصول إلى المعلومات لا تكفي وحدها، وأن التمييز بين المعرفة الحقيقية والمضللة، أصبح ضرورة ملحة في هذا العصر الرقمي الذي يتميز بهطول مستمر لكمّ هائل من المعلومات، تتضارب فيما بينها أحياناً كثيرة.
ولم تخلُ أروقة المعرض من العروض الفنية التي عكست باشعاع ثراء التجربة الثقافية، حيث قدمت الفرقة الفرنسية “م ان زد” عرضًا فلكلوريًا بعنوان “طبول الفنتازيا التاريخية”، هذا العرض المميز الذي مزج بين الإيقاع والمسرح، وأخذ الزوار في رحلة صوتية وبصرية عبر الملاحم القديمة والمعارك الأسطورية، مقدمة تجربة فنية حية جمعت بين الأصالة والحداثة.
كما كان للأجيال الصغرى نصيب من الإبداع، إذ تحولت أروقة المعرض إلى ورشة للفن ثلاثي الأبعاد، حمل عنوان “الفن الحي”، حيث تعلم الأطفال كيفية إعادة ابتكار لوحات شهيرة مثل “ليلة النجوم” ل “فنسنت فان جوخ”، و “زنابق الماء” ل “كلود مونيه” بأسلوب عصري مبتكر، معبرين عن رؤيتهم الخاصة في عالم الفن.
وقد عكست هذه الفعاليات مجتمعة روح الابتكار والتعلم والتنوع الثقافي التي يتميز بها معرض الشارقة الدولي للكتاب، مؤكدة دوره كمنصة تجمع بين الخبرة الإبداعية والتجارب التعليمية والفنية، ليغدو المعرض مهرجانًا للثقافة والفن والمعرفة في قلب العالم العربي.