الانتفاضة/ فاطمة الزهراء المشاوري
في حادثة مقلقة أثارت موجة من الخوف والاستياء في صفوف ساكنة منطقة العزوزية بمراكش، يظهر شخص في عقده الرابع يمارس ظاهرة التسول بالعنف مع اعتراض سبيل المارة إلى جانب السب والقذف والتهديد بالقتل والتصفية والحرق لكل من يرفض منحه المبلغ المالي الذي يطلبه، في مشهد بات يتكرر يومياً ويزرع الرعب في نفوس الساكنة.
حيث أضحى المتهم يمارس نشاطه الاعتيادي في واضحة النهار مشكلا خطورة على مستعملي السيارات، ويختار ضحاياه بعناية، مستهدفاً الأشخاص الذين تبدو عليهم علامات الرفاهية أو الترف، خاصة من العنصر النسوي، مستغلاً جلباب التسول كغطاء لأنشطته الإجرامية، قبل أن يتحول سلوكه إلى أسلوب ترهيب مباشر لنيل مآربه بالقوة.
الأخطر من ذلك، أن المشتبه فيه كان يستعمل هاتفا نقالا من نوع سامسونغ أثناء عملياته، ويتواصل من خلاله مع أشخاص آخرين، ما أثار شكوكاً قوية حول احتمال انتمائه إلى شبكة إجرامية منظمة تتخذ من التسول واجهة للتغطية على أنشطة مشبوهة.
وفور علمها بالحادث، انتقلت العناصر الأمنية التابعة للدائرة 24 المشرفة على المناوبة لعين المكان لمعاينة الواقعة وضبط المعني بالأمر واقتياده إلى مقر الدائرة الأمنية لفتح تحقيق معمق في النازلة، للحسم في مثل هذه الوقائع التي انتشرت كالنار في الهشيم، خاصة في ظل تزايد حالات مماثلة عرفتها بعض أحياء المدينة الحمراء، ما يستدعي تدخلاً حازماً لردع مثل هذه الظواهر، وتفعيل الردع العام والخاص عبر إجراءات صارمة، خاصة وأن الظاهرة بدأت تتخذ منحى تصاعدياً ومقلقاً داخل المدينة، تزامناً مع الاحتضان المرتقب لفعاليات ومؤتمرات دولية كبرى تستوجب يقظة أمنية مشددة.
