الانتفاضة
بقلم : ” محمد السعيد مازغ “. مع اقتراب نهاية العطلة الصيفية، تستعد مدينة الصويرة لتوديع زوارها الذين اختاروا هدوءها ومناخها المعتدل هربًا من صخب المدن الكبرى وحرارتها المرتفعة. ورغم بعض المنغصات، نجحت المدينة إلى حدٍّ كبير في ترك انطباع إيجابي، يؤكد أنها ما زالت وجهة سياحية تستقطب السياح المغاربة والأجانب ، و تستحق الثقة.
الصيف مرّ بسلام: لا حوادث تذكر، ولا انفلاتات أمنية، ما عزز شعور الزوار بالأمان. البحر كان هادئًا، والشواطئ نظيفة، وساحة مولاي الحسن زاهية ، والجو مشجع على السباحة والتبضع والاستمتاع بأجواء الصيف. رجال الأمن باختلاف رتبهم ، والسلطة المحلية بملحقاتها الإدارية الثلاث فضلا عن ملحقة الميناء والشاطئ ، بذلوا جهدًا واضحًا في تنظيم الفضاءات العامة، وضبط بعض التجاوزات، سواء في الأسواق أو من طرف الباعة الجائلين وبعض المطاعم غير الملتزمة.
لكن، في المقابل، برزت تحديات لا يمكن إنكارها: أبرزها فوضى مواقف السيارات، وارتفاع تسعيرتها دون ضوابط، إضافة إلى الاكتظاظ الكبير في بعض الشوارع والأسواق، خصوصًا شارع الاستقلال و الخضارين والسوق الجديد والذي سببه التسامح مع الباعة الجائلين الذين استأسدوا وتمادوا في خنق الطريق العام ، إضافة الى تراكم الأزبال في عدد من الأحباء السكنية…..
ومع نهاية الموسم، يطرح السؤال نفسه: هل ستواصل الصويرة أداءها خارج العطل، أم تعود إلى الهدوء الذي يشبه النسيان؟ وهل تتحول الوعود التنموية إلى أفعال، أم تبقى شعارات موسمية؟. الصويرة تودع زوارها بابتسامة، نعم، لكن المدينة تتطلع لما هو أعمق: عدالة تنموية مستحقة، وسياحة متوازنة لا ترتبط فقط بصيف كل عام.
التعليقات مغلقة.