الانتفاضة
تتابع الفعاليات المدنية بمقاطعة المنارة،باستغراب كبير،ماوصفته ب”سياسة الكيل بمكيالين” التي ينهجها القائمون على الشأن المحلي بالمدينة إزاء المشاريع التنموية والسوسيوتربوية المفتوحة او المبرمجة على صعيد مختلف مقاطعات المدينة.من خلال إعطاء الأهمية والاهتمام لمشاريع طرقية ومجالية ورياضية،داخل مقاطعات جليز والنخيل ومقاطعة مراكش المدينة، في حين يتم استثناء مقاطعات أخرى، تشهد انفجارا ديموغرافيا وعمرانيا غيرمسبوق.
وفي هذا السياق عبرت هذه الفعاليات الجمعوية عن امتعاضها وقلقها إزاء ماوصفته ب”سياسة التهميش والاقصاء” التي تشهدها مقاطعة المنارة، أكبر مقاطعة حضرية من حيث المساحة، والكثافة السكانية العالية، لاسيما على مستوى برمجة مشاريع تنموية وبنيات تحتية من طرق ومسالك، وتأهيل حضري للأحياء الناقصة التجهيز،ناهيك عن اشكالية الفضاءات الخضراء والحدائق والملاعب الرياضية والمرافق الترفيهية.
وأمام هذه الأوضاع الشاذة تساءل المهتمون بالشان المحلي بمقاطعة المنارة، عن الأسباب الكامنة وراء قيام فاطمة الزهراء المنصوري عمدة المدينة،ب زيارات تفقدية ميدانية خلال أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس من الشهر الجاري، لمشاريع وأوراش الأشغال بالمقاطع المذكورة، دون الالتفات للأوراش المفتوحة منذ مدة، والمتوقفة حاليا بتراب مقاطعةا لمنارة،لأسباب مجهولة. وفي مقدمتها أشغال توسعة الطرق والممرات، والفضاءات الخضراء وغيرها…
فإذا كانت المنتزهات والفضاءات الخضراء ذات الطابع السيوسيو رياضي والتربوي، متنفسا طبيعيا وإيكولوجيا لاغنى عنه في سياسة المدن الجديدة الصديقة للبيئة، مما دفع ببعض المدن المغربية إلى قطع أشواط مهمة في هذا المجال، وخاصة مدن الرباط والبيضاء وطنجة وأكادير.
فإن مدينة مراكش والتي كانت إلى وقت قريب مدينة غناء بالنظر للعدد الهائل من الفضاءات الخضراء والحدائق والعراصي التي كانت تتوفر عليها، قبل أن يدمرها الزحف الاسمنتي، وسوء التدبير
الجماعي اضحت اليوم عبارة عن مدينة بدون رئة ايكولوجية بسبب غياب الفضاءات الخضراء المنتزهات.

الغابة الرياضية بسوكوما بطريق المحاميد واحدة من أهم المشاريع الفضاءات الرياضية المبرمجة بمدينة مراكش، لتكون ملاذا يوميا للعشرات من الشباب والرياضيين وممارسي كرة القدم، ممن يبحثون عن متنفس داخل نسيج حضري يزداد ازدحاما بمرور السنوات. ورغم هذه الأهمية، يواصل المنتزه والغابة الرياضية في مواجهة اختلالات واضحة على مستوى البنية التحتية وصيانة الملاعب، ما دفع عددا من الجمعيات والفعاليات الرياضية إلى تجديد نداءاتها للجهات المنتخبة قصد التدخل العاجل.
وفي هذاالسياق اكدت الجمعيات النشيطة في المجال الرياضي أن هذا الفضاءالرياضي من شانه ان يلعب دوراً محورياً في استقطاب الشباب والبراعم الرياضية، غيرانه يحتاج إلى إصلاح شامل يشمل العشب الاصطناعي، الإنارة، المستودعات، والمرافق الصحية.
وتعتبر هذه الفعاليات أن مدة الإصلاحات طالت اكثرمن اللازم،وتكهنت بأن الا يكون الفضاء جاهزا لاستقبال الشباب والأطفال والساكنة الباحثة عن الترويح عن النفس، في الاجل المنصوص عليه في دفترالتحملات. بفعل غياب المراقبة والتتبع الميداني.
وتشير هذه الفعاليات إلى أن هذه الغابة الرياضية من شأنها أن تستقبل يوميا مئات الرياضيين، غير أن المشروع مازال يراوح مكانه، ما يطرح علامات استفهام حول السقف الزمني لاستكمال الأشغال والتجهيزات الرياضية واللوجيستيكية المطلوبة.
الجمعيات الرياضية، ومعها عددمن سكان سوكوما والمناطق المجاورة،، وجهوا نداء مباشرا إلى العمدة وأعضاء المجلس الجماعي لمراكش من أجل الإسراع في وتيرة الاشغال والإصلاحات، وهو ما يتطلب تجهيزات في المستوى،كراسي وحدائق وانارة وتشجير لضمان، شروط استمتاع و ممارسةرياضية آمنة ولائقة.
وتؤكد هذه الفعاليات أن إخراج الغابة الرياضية الى الوجود في أقرب وقت ممكن، ليس مجرد مطلب ظرفي، بل هو استثمار في شباب المدينة ورافعة لتشجيع الرياضة الشعبية، داعية المجلس الجماعي إلى اعتبار هذا الملف ضمن الأولويات المستعجلة، وإطلاق برنامج صيانة مستمر يضمن استدامة هذا المرفق السيوسيو رياضي المهم بمقاطعة المنارة.