ارتفاع الأسعار في المقاهي والمطاعم يثير الجدل ويؤثر سلبًا على السياحة

بقلم : " محمد السعيد مازغ . "

الانتفاضة 

محمد السعيد مازغ 

ارتفعت في الآونة الأخيرة أصوات المواطنين والزوار، موجهة انتقادات حادة لما اعتبروه “استغلالًا موسميًا” تمارسه بعض المقاهي والمطاعم خلال فصل الصيف، من خلال رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه. وقد انعكس هذا السلوك سلبًا على السياحة الداخلية والخارجية، مما دفع فاعلين محليين إلى دق ناقوس الخطر والمطالبة بحلول عاجلة تعيد التوازن للقطاع وتجنّب المنطقة مزيدًا من التراجع الاقتصادي.                      وفي هذا السياق، أكد الفاعل الجمعوي محمد هيلان أن أسباب الركود متعددة، غير أن نتائجها تظل وخيمة، ولا تقتصر فقط على المهنيين في القطاع السياحي، بل تمتد آثارها لتشمل الخضّار والجزار والبقال وسائق سيارة الأجرة… وكل من كان يستفيد من الدينامية التجارية التي يخلقها الزوار. واعتبر هيلان أن الحل يكمن في تحمل المجتمع بكل مكوناته لمسؤولياته، من سلطات محلية ومهنيين ومجتمع مدني، لضمان استقرار الأسعار وتحسين جودة الخدمات.من جهته، أشار السيد حسن، صاحب مقهى ومطعم “أطلس” بسيدي المختار، إلى أن مطعمه ما يزال يحافظ على استقطاب الزوار من داخل المغرب وخارجه، بفضل تاريخه العريق، واستمراره في تقديم خدمات بجودة عالية وبأسعار معقولة. وأوضح أن هذا الالتزام هو ما جعل بعض شركات النقل الطرقي تتوقف بالمطعم بشكل منتظم، نظرًا لثقتها في حسن الاستقبال وجودة المعاملة.وأضاف حسن أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تلعب دورًا محوريًا في التأثير على السياحة، سواء سلبًا أو إيجابًا، معتبرًا أن التعامل معها يتطلب وعيًا وثقافة وحسًا وطنيًا. فحب الوطن، حسب تعبيره، يقتضي من كل فرد أن يسهم في حمايته من الأزمات، كلٌّ من موقعه وبما يتوفر له من إمكانيات.                                                                       أما السيدة حسناء ، رئيسة تعاونية نسوية في مجال إنتاج وتسويق أركان، فقد وصفت نتائج شهري يونيو ويوليوز بـ”الكارثية”، مشيرة إلى أن تداعيات الأزمة بدت جلية على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، حيث تضررت العديد من الأسر التي كانت تعتمد بشكل أساسي على مداخيل السياحة في تغطية احتياجاتها.وفي ظل هذا الوضع، تبقى الحاجة ملحّة إلى تدخل جماعي مسؤول، يعيد الثقة إلى السائح، ويشجع على تثبيت الأسعار وتحسين جودة الخدمات، ويستثمر قوة الإعلام ومواقع التواصل في الترويج الإيجابي للمؤهلات المحلية. فالسياحة ليست مجرد نشاط اقتصادي، بل رهان وطني يعكس صورة الوطن وقيمه أمام الزوار.

التعليقات مغلقة.