الانتفاضة // أيوب الرضواني
21 دولة عربية و56 دولة إسلامية، منها الفقيرة ومنها الغنية. منها الجافة ومنها المطيرة.
منها الأصغر من مدينة مغربية ومنهم الأكبر من قارة. منها القوية اقتصاديا ومنها المنهارة، وبعضها على شفا الإفلاس.
منها المكتفية وكثير منها معتمدة على المساعدات والديون.
منها المُستقرة المزدهرة ومنها المُاشتتة وبعضها على الحافة.
فيها التي تعيش في سلم ورخاء وكثير منها يعج بالحـ.ـروب والمجاعات.
شعوب في بلدانها وأخرى نازحة. دول مركزية مُتحكمة، وأخرى متشظية مُبعثرة.
أقلية ديمقراطية وأكثرية سلطوية أو دكتاتورية أو هجينة.
فيهم الجمهورية والملكية والسلطنة والإمارة وبينهم الجُملكية.
منهم من يعتمد على إنتاجه المحلي وأكثرهم رهين للاستيراد منذ عقود.
ملياري مسلم (إلاّ 36 مليونا) إذا راجعت سياسات دولهم في آخر قرن من الزمان لن تجد لجملة “مخطط فلاحي” أي ذكر أو أثر.
عمرك سمعتي معرض القاهرة الفلاحي؟ بان ليك شي مخطط إندونيسيا الخضراء؟ شميتي رائحة “الجيل الأخضر الصومالي”؟
سبق واطلعت على تخصيص السعودية لـ 132 مليار ريال لتحقيق الاكتفاء الذاتي؟ عمرك سمعتي باكستان صرفت 11 ألف مليار روبية على الأمن الغذائي؟
ومع ذلك، فـ 2 مليار مسلم (إلا 36 مليون) معيدين ضاحكن ناشطن، لماذا؟ لأن العبرة بالأفعال لا بلأقوال.
لأنه داخل الـ 56 بلدا إسلاميا والـ 21 وطنا عربيا وشمال إفريقي، يوجد كل أنواع الفساد من المُقنن إلى المُنفلت، لكنهم يقفون “فْران صِّيك” عند لقمة الخبز ويمنحون ما تستحق من التقدير والاحترام والتوقير.
المصريون يقولون عض قلبي ولا تعض رغيفي. والعراقيون يرددون مقولة صدام حسين الخالدة: قطع الأعنـ.ـاق ولا قطع الأرزاق!
حنا من 1956 حتى لـ 1996 مصمص الشناقة الصناعة والخدمات، التجارة والمواصلات، الأبناك والتأمينات، المناجم والمقالع والإرساليات.
إوى مع بداية العهد الجديد خاصهم ينوعو ويكبرو النشاط، بانت ليهم فكيلو سردين كان الفقير يشتريه عشاء بدرهم ودرهمين لأسرته الصغيرة، ردُّوه ساوي 30 درهم وإلى لقيتيه.
بانت ليهم فـ الهندي فاكهة الفقراء ذات الـ 5 حبات بدرهم، ردّوها حبة بـ 10 دراهم و في أرقى المتاجر الله يخليك.
بانت ليهم فـ عرُام ديال البطاطس وعرام بصل وعرام بادنحال يأتي بها الفلاح من زراعته المعيشية مباشرة للسوق الأسبوعي يترزق بها الرزاق، فأطلقوا عليها سماسرتهم يجمعون المحصول بعُشر ثمنه، ثم يُصدرونه لأوروبا بالعملة الصعبة حتى ولو اعترضه فلاُّحوها ورموا رزق المغاربة في الطرقات.
ماشي مشكل هي حرب تجارية، غير ما يستفد منها البوفري ولد البلاد!!
بانت ليهم فـ خروف بثمن متوسط 1000 درهم و1500 درهم و إلى بـ 2500 درهم را كيبان ف التلفزة، يفرح به الصغير ويتقرب به الكبير إلى ربه، يجمع العائلات ويساهم في صلة الأرحام، بصفر درهم من مساهمة الدولة كباقي بلدان العالم. إوى ما تهناو القطاطعية حتى حرمونا من شعيرة الله في عام سنحتفل في نهايته وراء كرة منفوخة بالهواء كالمـجانين أضحوكة للعالمين.
و يا ويلك ويا سواد ليلك إن اقترحت تأجيل العرس الإفريقي أو الاستغناء عن ليلة الدُّخلة المونديالية!!!
ما تعرضت له لقمة عيش هذا الشعب المسكين جـريمة مكتملة الأركان لن تُغطي عليها محاولاتكم اليائسة والعبيطة للظهور كـ “استثناء” فينما عْورتوها!! جريمة الأحرى محاسبة من اقترفوها ومعاقبتهم أشد العقاب، بدل الجري المسعور وراء الفقراء وكأنكم تتسابقون على جائزة “أكبر” حكّار!!!
التعليقات مغلقة.