مراكش.. المدينة التي لا تنام حتى ينام الحمقى والمشردون و (السكايرية)

الانتفاضة // اميمة الفتاشي // صحفية متدربة

مراكش المدينة التي لا تنام ، عاصمة السياحة في المملكة المغربية ، و أرض الفنون و الموسيقى ، و المكان التي تجمع بين عبق التاريخ و سحر الطبيعة ، و رغم شهرتها العالمية كمقصد سياحي مميز ، إلا أنها تواجه العديد من التحديات التي تعكس ضعفا واضحا في البنية التحتية ، مما تؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة اليومية لسكانها و زوارها على حد سواء ، و تبرز هذه المشاكل بشكل خاص في مجالات عديدة أهمها ، الإزدحام المروري ، إنتشار الظلام في بعض الأحياء ، تراكم النفايات ، تزايد حالات السرقة ، و لاننسى كذلك السكارى الحمقى ، و المختلون العقليون . فهل يمكن للمدينة الحمراء أن تبقى وجهة سياحية عالمية في ظل هذه المشكلات الحضرية المتزايدة ؟
يعتبر الإزدحام المروري أزمة حقيقية تعاني منها بشكل واضح المدينة ، و التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة السكانها، فالشوارع ضيقة لا تستوعب أعداد السيارات المتزايدة يوما بعد يوم ، و مع توسع العمراني و زيادة المشاريع السكنية و التجارية أصبح من الصعب التحرك بسهولة في وسط المدينة. و يضاف إلى ذلك أن الطرق الرئيسية تعاني من تدهور مستمر جراء الحفر التي باتت معروفة بها المدينة الحمراء ، مما يجعل التنقل بين أحيائها أمرا مرهقا و قد يستغرق المواطن أو الزائر ساعات طويلة من أجل الوصول إلى وجهته .
ورغم كون مدينة مراكش واحدة من أكثر المدن المغربية إشراقا في الليل بفضل سياحتها ، إلا أنها تعاني من مشكلة الظلام إذ تشهد العديد من أحيائها من إنقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر و مستمر ، إلا أن بعض من أحيائها الشعبية تعاني من ظلام دامس مما يشكل مصدر قلق للسكان . وغالبا ما يكون هذا الظلام مصحوبا بعدم وجود إنارة عامة كافية في الشوارع و الأزقة الضيقة ، مما يساهم في تفشي مشكلات كالسرقة و تدهور الأوضاع الأمنية في بعض المناطق ، مما ينتج عنها صعوبات أثناء التنقل في الليل مما يجعل الكثيرين من السكان يشعرون بالخوف و يصبح من الصعب معرفة هوية الأشخاص .
و مع تزايد المشاكل المتعلقة بالبنية التحتية ، تتفاقم أيضا مشكلة السرقة و الجرائم في المدينة الحمراء ، فبينما تشهد المدينة تدفقا هائلا للسياح ، يظل البعض عرضة للسرقة أو النشل في الأماكن العامة و الأسواق ، كما أن تدهور الوضع الأمني في بعض الأحياء و غياب المراقبة يزيد من تفشي هذه الظاهرة . أما في أوقات الذروة خصوصا في الأماكن السياحية مثل ساحة جامع الفنا أو محيط أسواق المدينة القديمة ، تكثر الحوادث المتعلقة بالنشل و السرقات الصغيرة ، مما يضعف ثقة الزوار و يشكل تهديدا على صورة المدينة السياحية .
و هناك أزمة أخرى تعيشها المدينة ألا وهي تراكم الأزبال في مختلف الأحياء ، خاصة في المناطق الشعبية ، و رغم الجهود المبذولة من قبل السلطات لتحسين جمع النفايات ، إلا أن قلة عدد الحاويات و تباعد المسافات بينها ، بالإضافة إلى ضعف نظام النظافة ، تجعل من مراكش أحد الأماكن التي تشهد تلوثا بيئيا ملحوظا ، ومع تنزايد الأزبال في الشوارع الرئيسية و الحدائق العامة ، يجعل صورة المدينة بعيدتا عن الصورة المثالية التي يثم الترويج لها العاملون في القطاع السياحي .
أما السكارى و الحمقى في مراكش هم أولئك الأشخاص الذين يظهرون في شوارع المدينة وهم في حالة سكر شديدة، سواء بسبب تعاطي الكحول أو المخدرات.

هذه الظاهرة ليست مقتصرة على فئة معينة من الناس، إذ يمكن أن تكون نتيجة لمجموعة من الأسباب، من بينها الفقر المدقع، البطالة، أو الضغوط النفسية والعائلية. ويرى هؤلاء الأشخاص في العديد من الأماكن العامة، مثل ساحة جامع الفنا، وأسواق المدينة القديمة، حيث يتصرفون بطريقة غير منطقية أو مضطربة، ما يثير استياء بعض المارة، ويدفع البعض الآخر إلى النظر إليهم بعين السخرية أو الاستهجان .
وعلى الجانب الآخر، يعاني العديد من الأشخاص في مراكش من اضطرابات عقلية شديدة، ما يؤدي إلى تصرفات غير متوقعة أو عنيفة أحيانا.

هؤلاء “المختلون العقليون” قد يعانون من أمراض مثل الفصام، الإكتئاب الحاد، أو الأضطراب الثنائي القطب، وفي كثير من الأحيان لا يتلقون الدعم المناسب.
و يظهر هؤلاء الأشخاص في الشوارع والأزقة، وفي الأماكن العامة مثل الساحات والحدائق، حيث قد يتصرفون بطريقة غير مفهومة أو قد يظهرون أعراضا نفسية شديدة. البعض قد يتحدث مع نفسه، أو يحدث فوضى في الأماكن العامة، مما يثير قلق المواطنين. وفي كثير من الأحيان، يشعر السكان بالخوف أو الإنزعاج من تصرفاتهم.
مراكش كما هي معروفة بجمالها و روعتها ، إلا أنها تعاني أيضا من مشاكل إجتماعية حادة ، لذلك هي بحاجة إلى إستثمار أكبر في بنيتها التحتية لتبقى قادرة على إستعاب النمو السكاني و السياحي المستمر ، وعلى المسؤولين أن يسارعوا في تنفيذ مشاريع من أجل تحسين وتطوير المدينة لضمان جودة حياة أفضل لسكانها وزوارها.

التعليقات مغلقة.