المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يفقد بريقه ويصبح حدثًا روتينيًا لا يعكس الواقع المعاش للمراكشيين

الانتفاضة // المصطفى بعدو
المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في نسخته 21 ، رغم مايراد تسويقه للجمهور المراكشي، و الذي لا يستفيد منه الا إسمه وعترياته وعنتزياته الفارغة ، في ظل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وهلم جرا ، التي تتخبط فيها المدينة الحمراء ، وضعف البنيات التحتية التي بينت الامطار الاخيرة مدى فداحة الأمر ، والمواطن المغربي بشكل عام، الذي يرى ويعاين يوميا طريقة التسيير والتدبير العبثي والعشوائي لشؤون البلاد و العباد من قبل حكومة لاترى ولاتسمع ولاتتكلم الا حينما تريد سب الشعب ونعته بافدح واقدح النعوت ، والتي تقول بقول لاتنه عن خلق وتاتي مثله، وتتناسى أن الوطنية ليست شعارات فارغة وانما هي ترجمة الأفعال الى أعمال و واقع جدي وحقيقي، عمل يومي، تضحيات مستمرة، وبذل للجهود في سبيل رفعة هذا الوطن، هي مجموعة من القيم والمبادئ التي نحيا بها، هي انتماء عميق للهوية الوطنية، يترجم في كل جوانب الحياة، هي مسؤولية مشتركة تتطلب منا أن نساهم في بناء وطننا وتطويره، هي قيم نبيلة نؤمن بها، وهي انتماء عميق لهويتنا، وهي مسؤولية تقع بالدرجة الأولى على عاتق من اختارته صناديق الاقتراع من قبل شعب استوسم خيرا في هذه الحكومة دات يوم، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن..
فكل شيء تغير وتبدل في هذا المهرجان، وتحول الى قزم صغير وجدا “بعد” ، بدون توهج ولالمعان،كل شيء اصبح باهثا وأضحى حدثا روتينيا يأتي كل عام “وفيه يغاث الناس وفيه يعصرون” ، حتى المرور على البساط الأحمر قزمته “فطاحلة” الاعلام والاتصال المحسوبون على الجمعية القائمة على تدبير شؤون المهرجان، وحضور باهت للفنانين المغاربة وخاصة النجوم منهم والنجمات، وغياب تام للصحافيين المتخصصين في الفن والذين كانوا يملائون المكان نقاشا وجدالا وحوارات لا تنتهي، فالكثير منهم قاطع او نسي شيئا إسمه المهرجان ..
وحتى لانكون سوداويين أكثر من الوضع القائم ، إننا على يقين بأن المغرب يزخر بالطاقات والكفاءات، وأن المستقبل يحمل لنا الأمل في بناء وطن قوي ومتقدم، ولكن هذا يتطلب منا جميعًا أن نتحمل مسؤولياتنا وأن نعمل معًا من أجل تحقيق هذا الهدف،
ومن أجل ذلك، لابد من العمل الجاد والحقيقي لايجاد الحلول المناسبة لتحسين الأوضاع في المغرب وفتح نقاش قوي حول المفهوم الفعلي للوطنية الذي يترجم في بناء المجتمع والوطن من جهة ، ومن جهة ثانية لابد من العمل على تطوير المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ليصبح أكثر تأثيرًا وتعبيرًا عن هموم المراكشيين بشكل خاص..

التعليقات مغلقة.