الانتفاضة // الــمصطفى بــــعدو
في لوحة فسيفسائية سحرية، رسمها الخالق بألوان قوس قزح، حيث تتراقص الأرواح والألحان في انسجام بديع، فكل نسمة هواء تحكي حكاية، وكل قطرة ماء تحمل بين جنباتها وزواياها وأركانها قصيدة تمدح في الخالق سبحانه، حيث ألوان الطبيعة تتداخل وتتجانس بانسجام لتكون الحياة .
حيث تتلاقى السماء بالأرض لتجد الروح ملاذها وكينوتها ، وكل نجم لامع هو مصباح يدل على الطريق نحو الهداية والتوفيق الإلهي ، في هذا الهدوء تتجلى عظمة الخالق، وتتلاشى كل هموم الدنيا، كل نسمة هواء وكل قطرة ماء، وكل نفس تتنفس، تلهج باسمه، تنادي رحماك رباه،
في هذا المعبد الكوني وهذه التجليات الرحمانية، تتجلى صناعته وابداعه، في كل ركن وكل زاوية تهلل الأصوات وتتعالى في التسبيح والتكبير ، من نقيق العصافير وزقزقاتها وتنفس الصبح إلى همهمة النحل، من السموات السبع إلى أعماق البحار، و الحشرات الزاحفة والطائرة ، وأصداء الجبال ، وخرير المياه وهو يتفجر منه ماء عذبا زلالا للحياه، كل شيء خلقه الله في هذا الكون الواسع والفسيح والشاسع يردد: سبحان الله سبحان الله.
هذه الفسيفساء الربانية ، حيث الألوان تتجانس و تتراقص والألحان تتناغم، نجد أنفسنا أمام مشهد بديع لخلق الله، الذي أعطى كل شيء دقة في الوصف وابداعا في صناعة تتجلى فيها عظمة الصانع ، كل ورقة شجر ترفع أكفها إلى السماء متضرعة خاشعة ، وكل زهرة تتفتح مبتسامة شاكرة لله، وكل أوتاد الارض الشامخة تقف شاهدة ،كل حجر وشجر يحكي قصة، وكل حيوان وطير يعبر عن مشاعره، في هذا المعبد الأخضر، نتعلم لغة الكون ونفهم لسان الأشياء، كل نسمة هواء تحمل رسالة ، وكل قطرة مطر تغسل الروح، في هذا المكان نشعر بالسلام والطمأنينة، وندرك أننا لسنا وحدنا في هذا الكون الواسع والفسيح، نجد أقدامنا تغوص في رمال الشاطئ الدافئة، وهواء البحر العليل يلاعب خصلات شعرنا، أصوات الأمواج تتلاطم كأنها تردد تسبيحات تعلو الى السماء، وأشعة الشموس الذهبية ترسم لوحات فنية على صفحة الماء، في هذا المشهد البديع، نشعر بأننا جزء لا يتجزأ من هذا الكون الفسيح، وأننا نشارك كل مخلوقاته في تسبيحها لله رب الكون وخالقه.
التعليقات مغلقة.