ظاهرة العزوف عن الزواج الأسباب والحلول

الانتفاضة

 نادية ابو فارس
تنتشر ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج في الآونة الأخيرة في أوساط مجتمعاتنا انتشارا ملحوظا، فتأخر سن الزواج لم يكن موجودا في أيام السلف، وحتى إلى عهد قريب، بل كان الزواج المبكر سمة منتشرة، وعلامة ميزت مجتمعاتنا الإسلامية، وهدا راجع إلى تغير الكثير من العادات والتقاليد عما كانت عليه في المجتمعات، فهل للعزوف عن الزواج اثار على الفرد والمجتمع؟
مما لاشك فيه إن تأخر سن الزواج له انعكاسات وأثار سلبية كثيرة على المجتمع، وذلك من النواحي النفسية والجسدية، فقد تغيرت تربية الإباء والأمهات للأولاد اللذين ترعرعوا وهم فاقدوا القدرة على تحمل المسؤولية.
يشكل عزوف الشباب عن الزواج واستمراره على العزوبية مفاسد كثيرة، ومن أخطرها تعرضه للفتن والفواحش وانتشار العنوسة، وعدم الاستقرار النفسي، اذ يعيش حالة من الفوضى و اللا مسؤولية، فتراه يصبح ويمسي وليس له هم إلا الجري وراء نزواته، وإتباع خطوات الشيطان، والدخول في عوالم لا تحمد عقباه.
فيما أكدت الناشطة الحقوقية (سارة سوجار)، من جهتها “تعزو ارتفاع نسبة عزوف الشباب عن الزواج إلى تمثلات العلاقات الثنائية، والرضائية بشكل عام في المغرب والتي بدأت تعرف تحولات مرتبطة بطموحات الشباب، وبالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية ،مشيرة إلى أن واقع الشباب اليوم يقر بوجود العلاقات الرضائية بغض النظر هل نتفق معها أم لا”.
إن مشكلة تأخر سن الزواج، مشكلة كبيرة ولحلها لابد من اتخاذ مجموعة من التدابير والقرارات الجريئة والقوية الوسائل  الممكنة للوصول الى الغاية المثلى، ومن أبرزها: تقديم نماذج سلوكية جيدة للأبناء ا، التي تخص أساليب التعامل بين الزوجين والتي  تقوم على الثقة والتفاهم، والاحترام المتبادل، فاحترام الأب للحياة الزوجية سيشعر الابن بقيمة الزواج، وأهميته في حياته ، ولما لا، وفي سبيل انجاح هذا الصرح الاسري الاجتماعي الكبير لابد من تظافر الجهود، شعبا وحكومة وجمعيات المجتمع المدني العاملة في القطاع التربوي والاسري بشكله العام، في سبيل تنظيم واقامة حفلات خيرية لمساعدة المقبلين على الزواج ماديا واجتماعيا وتربويا، ودورات لتوعية المقبلين على الزواج، بإلاضافة إلى خلق فرص الشغل والعمل للتقليل من البطالة، ومحاربة غلاء المهر من باب التخفيف على الزوج، في سبيل تشجيع الشباب على الحياة الايجابية المبنية على اواصر الاسرية المثينة، ودعم البناء العام للعائلة المغربية،ويعزز هذا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “اقلهن مهراأكثرهن بركة “.
وقال تعالى في بيان حكمة الزواج وفضله “وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم ،وامائكم إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله والله واسع عليم “(سورة النور.الآية 32).

التعليقات مغلقة.