فضيحة .. كتاب مدرسي حديث يُقدم للتلاميذ مُعطيات لم يتم تحيينها تعود لسنة 1988

مما لا شك فيه أن تأليف الكُتب المدرسية يدخل في إطار مواصلة تنفيذ المنهاج الجديد الذي سبق وأن وضعته الوزارة الوصية على القطاع ،وإذا سلمنا بأن لكل مادة خصوصياتها فإن بناء الكتاب توحده منهجية انطلقت من الكفايات والقدرات المرصودة لكل مستوى تعليمي على حدى.

 ومما يُعاب على بعض الكتب المدرسية على الرغم من حداثتها ،على مستوى الإصدار أو الطبعة ،هو إدراجها لمعطيات قديمة لم يتم تحيينها ضمن مقاطع تعلمية مما سينعكس سلباً على العملية التركيبية التوليفية لتركيز التعلمات التي تنتهي بتقويمات تشكل إمتدادا للتأكد من المكتسبات. 

والحق يقال أن الصدفة فعلت فعلتها للوقوف عند بعض هذه المثالب والعيوب التي لم تنتبه إليها – أو لم تُكلف نفسها عناء البحث – لجنة التأليف المكونة من 12 مُفتش من الدرجة المُمتازة و أستاذان باحثان بالتعليم العالي. 

الكتاب هو منار الإجتماعيات للسنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي طبعة 2009 – 1430 ، وسأقتصر على بعض الأمثلة على سبيل الذكر لا الحصر : 

– الوحدة 2 : المغرب العربي بين التكامل والتحديات ( الصفحة 85 و الصفحة 86 ) – المقطع التعلمي الأول يتوفر على نشاطين ؛ النشاط الأول يقدم للمتعلم وثيقتين الأولى عبارة عن خريطة لنسب الواردات بين بلدان المغرب العربي مابين 1988 و 1994 ،والوثيقة الثانية عبارة عن جدول يمكن المتعلم من معرفة حركة الواردات البينية لبلدان المغرب العربي بمليون دولار مابين 1988 و 1994.

 النشاط الثاني بدوره يوفر للمتعلم وثيقتين ( خريطة وجدول ) تُقدمان معطيات تعود للفترة المُمتدة مابين 1988 و 1994 . 

ومما تجدر الإشارة اليه أن هذه المُعطيات القديمة وغيرها في دروس أخرى ( مصر نموذج تنموي عربي ) لم يتم إقرانها بوثائق أخرى تقدم معطيات جديدة حتى نقول أن لجنة التأليف كانت تهدف الى وضع المُتعلم أمام مقارنة تعكس طبيعة التطور في العلاقات البينية المغاربية ( بالنسبة للوحدة 2 ) . 

إن ادراج معطيات قديمة “عُمرها” 26 سنة ( قبل ميلاد جل تلاميذ الثالثة اعدادي بحوالي 12 سنة ) لا شك أنه يُسائل لجنة التأليف بالدرجة الأولى والجهة التي صادقت على الكتاب في درجة ثانية ،ثم أساتذة ومفتشي المادة إن هم لم يرسلوا ملاحظاتهم لوزراة التربية الوطنية في درجة ثالثة.

التعليقات مغلقة.