تواجه الصادرات المغربية مشكلة حقيقية تتمثل في تنافسيتها بالخارج، حيث يلقي عدد من المراقبين باللوم على محدودة هذه التنافسية لتفسير عدم نجاح المغرب في اختراق عدد من الأسواق الخارجية، ولعل هذا الوضع هو الذي دفع بوزارة المالية إلى إفراد دراسة عن مدى تنافسية ما يصدِّره المغرب إلى الخارج، لمعرفة نقاط قوته والوقوف على مكامن ضعفه.
وتفيد الدراسة، المكونة من أزيد من 60 صفحة، بأن الصادرات المغربية عرفت، في ظرف 15 سنة الأخيرة، ارتفاعا كبيرا في قيمتها، منتقلة من 68.6 مليار درهم سنة 1998، إلى 198.6 مليار درهم سنة 2014، وشهدت ذروة ارتفاعها خلال الفترة الممتدة بين 2007 و2014، حيث سجلت معدل ارتفاع سنوي في حدود 7.4 في المائة.
وعرفت الصادرات المغربية، خلال المرحلة نفسها، تغيرا في تركيبتها لصالح الفروع الصناعية؛ كما هو الحال بالنسبة للسيارات والصناعة الإلكترونية والكهربائية، في حين عرفت القطاعات التي ظلت لسنوات تشكل القاعدة التقليدية للصادرات، تراجعا ملحوظا، خصوصا في ما يتعلق بالمنتجات الفلاحية وقطاع الألبسة.
وبحسب معطيات وزارة المالية، فإن ارتفاع الصادرات المغربية من السيارات وكل ما يرتبط بالصناعة الكهربائية والإلكترونية، قد غطى على التراجع الحاصل في الصادرات المغربية الفلاحية، والتي تراجعت في الفترة التي ارتفعت فيها صادرات الصناعات العالمية. وشددت دراسة وزارة المالية على أن الفواكه شهدت أكبر نسبة من التراجع، حيث لم تعد تمثل سوى 2.5 في المائة، عوض 6.3 في المائة المسلحة في العام 1998.
وأدى تركيز المغرب على الصناعات العالمية، أو لجوؤه إليها مضطرا، إلى فقدان المملكة لحصص من السوق العالمية في قطاعات مازالت تعرف تنامي الطلب العالمي عليها، خصوصا في ما يتعلق بصادرات النسيج التي مازالت تعاني من النتائج السلبية للأزمة الاقتصادية لسنة 2008، والتي ضربت القطاع في مقتل، بالإضافة إلى قطاع الفلاحة، وخصوصا الفواكه التي لا زالت تعرف تراجعا لعدم قدرتها على المنافسة عالميا. ورصدت الدراسة أنه منذ 2008، بدأت الصادرات المغربية تركز على الكم أكثر من الجودة، الأمر الذي أثر على تنافسيتها.
وعلى الرغم من أن المغرب وقّع على العديد من اتفاقيات التبادل الحر، ومن بينها واحدة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تعدّ أكبر سوق استهلاكي في العالم، فإن الصادرات المغربية نحو بلاد العم سام بقيت جد ضعيفة لعدم قدرتها على الاستجابة للمعايير الصارمة التي تضعها الولايات المتحدة على المنتجات التي تدخل أسواقها.
التعليقات مغلقة.