الإنتفاضة
يشهد سوق الزبدة و منتجات الألبان في المغرب خلال سنة 2024 طفرة غير مسبوقة، جعلت هذا القطاع من أكثر الأسواق الدينامية في المشهد الإقتصادي الوطني.
فبين إرتفاع الطلب المحلي و توسع سلاسل التوزيع الحديثة، إلى جانب الإنفتاح على أسواق التصدير، باتت منتجات الألبان و الزبدة المغربية تنافس بقوة و تفرض حضورها في مطابخ الأسر المغربية و على رفوف المتاجر الدولية.
و حسب تقارير إقتصادية حديثة، فقد سجل قطاع الزبدة و الألبان نموًا ملحوظًا تجاوز 15 في المائة مقارنة بالعام الماضي، مدفوعًا بإرتفاع الإستهلاك الداخلي و تزايد وعي المستهلك المغربي بأهمية المنتجات الطازجة و المصنّعة محليًا. كما ساهمت الإستثمارات الكبرى التي ضختها الشركات الوطنية و الدولية في تحديث وحدات الإنتاج و تعزيز الجودة، في تحقيق قفزة نوعية لهذا القطاع الحيوي.
اللافت أن هذا النمو لم يقتصر فقط على المدن الكبرى، بل شمل أيضًا المناطق القروية حيث أطلقت مبادرات لدعم التعاونيات الفلاحية الصغيرة، ما مكن من إدماج آلاف الفلاحين في سلسلة القيمة، و فتح آفاق جديدة أمام الأسر القروية لتحقيق دخل قار و مستدام.
من جهة أخرى، لم يخلُ هذا الإنتعاش من تحديات؛ إذ يطرح ارتفاع أسعار الأعلاف و تقلبات السوق العالمية للمواد الأولية إشكالات أمام إستدامة هذا النمو. لكن الخبراء يرون أن المغرب، بفضل تنويع مصادره و إستراتيجيته الوطنية للأمن الغذائي، قادر على تحويل هذه التحديات إلى فرص.
و مع إقتراب موسم الأعياد و نهاية السنة، يتوقع المهنيون أن يستمر الطلب في الصعود، خصوصًا مع إرتفاع إستهلاك الزبدة في الحلويات و المخبوزات التقليدية التي لا غنى عنها في المناسبات المغربية.
بإختصار، يمكن القول أن 2024 كانت سنة ذهبية لمنتجات الألبان و الزبدة بالمغرب، سنة رسخت فيها هذه الصناعة موقعها كأحد محركات الإقتصاد الفلاحي و الغذائي، و أعطت إشارة واضحة أن المستقبل يحمل وعودًا أكبر لقطاع بدأ يخرج من عباءة التقليدية نحو آفاق التصنيع العصري و التصدير.