الانتفاضة // أبو شهرزاد
أثارني منظر مفزع في الحافلة أو (طوبيسات الهم والغم ديال مراكش، أو العروبية الحمراء)…
أم مقطبة الجبين و (مطراسية الحجبان) ولابسة الحجاب ..
(ماشي شي حجاب).. وعليها أثار أم متسلطة أو لديها مشاكل الله أعلم بها.
صعدت الحافلة ووجدتها مملوءة عن آخرها فانتظرت حتى يفرغ مكان ما.
لمحت كرسيا فارغا فهرولت إليه لتجلس.
بينما إبنها يطلب منها أن يجلس في مكانها لأنه طفل صغير ولا يقوى على الوقوف.
طفل لا يتجاوز 6 سنوات جلس على الأرض – عفوا – جلس على درج من أدراج (الطوبيس) المتهالك.
وقال لأمه أن هذ الدرج يؤلمه ولا يمكنه الجلوس عليه.
لكن نهرته الأم (حاشاها) أن تكون أما.
وقالت له: إجلس وإلا…
فتوعدته وبدأ المسكين يستعطفها لكن بدون جدوى.
وظل المسكين واقفا، حتى إذا فرغ مكان أخر فجرى الطفل إلى ذلك المكان ببراءته وجلس مرتاحا على الأقل.
(واخا طوبسات الهم والغم) ليس فيها راحة.
ففهمت أن أمثال هؤلاء (العاقيسات) أو أمهات آخر الزمان لا يصلحن أن يكن أمهات ولا أن يتزوجن ولا أن ينجبن ولا أن يربين ولا أن يمنحن الأمومة لأحد لأنهن في الحقيقة لا يستحقن.
أم بين قوسين (شبعانة روايح وماكياج وكاينة اللي تادير كاع الاصباغ والأكسسوارات تقول معروضة للعرس).
وتريدها أن تكون أما لا وألف لا.
إنها لا تصلح أن تكون أما.
بل تصلح أن تكون إما في عيادة نفسية تتابع حالتها مع طبيب مختص.
أو في إصلاحية تشرف عليها مساعدة اجتماعية تدرسها علوم التربية.
إنهن أمهات 2025 أو أمهات (الهم والغم) والأشكال والمظاهر والبروتوكولات والأكسسوارات و(الصبايغ والروايح) والكسكات والمشية المتغنجة والكلام المائع و (مضيغ المسكة). وغيرها مما يحرص بنات حواء على التشبت به اكثر من تشبتهن بدين الله تعالى الذي يوصي بالرحمة والعفو والصفح والتربية السليمة.
إنهم أبناؤنا جميعا وهم صفحات بيضات يحتاجون إلى الرعاية والإهتمام بدل (ولد وطلق).
أمهات متغربات الفكر علمانيات الهوى مفلسات التوجهات ضائعات المنهج نسوانيات التفكير (فيمينيزمات) السلوك.
وتنتظر منهن أن يخرجن أجيالا كأجيال الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
لا و ألف لا فهم لا يخرجوا شيئا أصلا، إلا ما رحم ربك وقليل ما هن، وإن خرجوا أصلا فهن يخرجن شباب نكرة وشابات نكرات وشباب وشابات لا له ولا لهن في العير ولا لهم ولا لهن في النفير.
شباب يعشق (البارصا) و (الريال) ولا يعرف شيئا عن سيرة سيد البشرية عليه الصلاة والسلام.
جيل مصاب حقيقة بما يسمى بداء فقدان الأخلاق المكتسبة.
وبالتالي فذلك صنيعة أمهات غير قادرات حتى على تربية أنفسهن فبالأحرى ىتربية أطفالهن.
عموما إنها ضريبة الأفلام الماجنة والثقافة الغربية المستوردة والشعارات الرأسمالية الرنانة والحداثة المفترى عليها والتطور المكذوب عليه.
كما هي أيضا ضريبة الشارع المعتوه والأسرة المفككة والمجتمع الغارق في أوحال الجهل والأمية (حتى الودنين).
وكل أم وأنتم…
التعليقات مغلقة.