الانتفاضة // ابتسام بلكتبي // عدسة // رشيدة الخطاري
تعيش ساكنة “رجال حمر” بجماعة أكفاي، والواقعة بضواحي مدينة مراكش، أزمة متفاقمة في مجال الصرف الصحي، باتت تؤرق بال السكان وتشكل تهديدا حقيقيا على صحتهم وسلامة بيئتهم.
فعلى الرغم من مرور سنوات على رفع شكايات متعددة للمسؤولين المحليين والجهات المعنية، لا تزال معاناة المواطنين مستمرة في ظل غياب حلول عملية.
وتشهد العديد من أحياء جماعة أكفاي وفي قائمتها حي رجال حمر، فيضانات متكررة للمياه العادمة التي تغمر الأزقة والشوارع، حيث تفوح روائح كريهة من البرك التي تتراكم فيها الأوساخ وتتحول إلى بؤر خصبة لانتشار الحشرات والجراثيم، ما يزيد من خطر تفشي الأمراض والأوبئة، خاصة في صفوف الأطفال وكبار السن.
وتؤكد ساكنة المنطقة أن مشكل التلوث يعود إلى غياب قنوات الصرف الصحي وشبكات حديثة قادرة على استيعاب الكميات المتزايدة من المياه العادمة.
كما أبدى السكان تخوفهم من احتمال تسجيل حالات تسمم أو انتشار أمراض مرتبطة بتلوث المياه، مطالبين السلطات المعنية بالتدخل العاجل لإنقاذ الوضع قبل فوات الأوان.
وفي تصريح لجريدة الانتفاضة، أعربت السيدة رقية، عن استيائها من هذه الوضعية قائلة: “نعاني كثيرا من الروائح الكريهة المنبعثة من البرك، كما أننا نفتقر لقنوات الصرف الصحي، ولا نعتمد سوى على الحفر التقليدية لتصريف المياه العادمة”.
وأضافت، ” نناشد الجهات المعنية بالتدخل العاجل لمعالجة هذا المشكل، والعمل على تزويد الحي بشبكة حديثة لتصريف المياه، حفاظا على صحة الساكنة وسلامة البيئة”.
ورغم توجيه العديد من الشكايات والمراسلات إلى المجلس الجماعي والجهات المسؤولة، إلا أن الاستجابة ظلت دون المستوى المطلوب، بل وتتجاهل الجهات المعنية هذا المشكل، إذ لم يتم إطلاق أي مشروع متكامل لبناء شبكة الصرف الصحي، ما يزيد من حدة الإحباط والغضب وسط المواطنين.
ومن المفارقة أن جماعة أكافاي تحولت في السنوات الأخيرة إلى وجهة سياحية مفضلة للزوار المغاربة والأجانب، لما تزخر به من مناظر طبيعية خلابة وصحراء حجرية ساحرة تنافس أشهر المخيمات السياحية في الجنوب المغربي، حيث تنتشر فيها عشرات المخيمات التي تقدم تجربة “البيفواك”، وأنشطة ركوب الجمال والدراجات الرباعية.
إلا أن غياب البنية التحتية، خاصة في مجال الصرف الصحي، يهدد استمرارية هذا النشاط السياحي ويُفقد المنطقة جاذبيتها.
كما يؤثر سلبا على استثمارات الخواص الذين يشتكون من غياب الدعم العمومي لتحسين الخدمات.
وبين صرخات السكان وتطلعات المستثمرين، يبقى السؤال المطروح: متى تتحرك السلطات المعنية لإنقاذ أكافاي من التهميش التنموي وتحقيق التوازن بين حاجيات الساكنة ومتطلبات السياحة؟
التعليقات مغلقة.