الانتفاضة // الكاتب // فؤاد السعدي
يسار مكناس.. يسار التشكيك والتشويه.. لا مشروع، فقط حقد مزمن
عندما يُصبح اليسار مجرد مزايدة موسمية، ويُستبدل النضال بالتحامل، فاعلم أن صاحبه دخل مرحلة “البؤس الكامل”، بؤس سياسي، بؤس مهني، وبؤس في الخطاب.
أن تتحدث عن “بؤس السياسة” وأنت تمارس أرخص أشكالها بالتشهير والتشكيك، فذلك ليس نقدًا، بل سقوطًا أخلاقيًا وفكريًا. أن تختزل العمل الجماعي في “صور” وتنسى أن المدينة لا تُبنى بمنشورات الصباح بل بالقرارات والمواقف، فأنت في الحقيقة لا تملك ما تُقدم سوى الحقد المجاني.
هذا الذي يدّعي الطهارة الثورية، هو نفسه من أصبح بوقًا عند عتبة أحزاب انتهازية، يخوض معارك بالنيابة، ويهاجم الأشخاص لأنهم فقط لا ينتمون إلى زاويته الضيقة. تسأل عن بؤس السياسة؟ البؤس هو أن تتحول من مناضل إلى ظل في جدار حسابات انتخابية لا تعنيك ولا تعترف بك.
نحن نشتغل، نتحمل، نُنتقد، ونتواجد على الأرض، ولسنا معصومين، لكننا لا نرتزق من المظلومية المزيفة.
نحن في خدمة مكناس بالفعل، لا بالمنشورات المُعقّدة والمصطلحات التي عفا عنها الزمن.
أما من اختار العزلة والمرارة والسباحة في مستنقع التشكيك، فذاك اختار طوعًا أن يكون شاهداً على هامش مدينة تنهض رغم أنفه.
التعليقات مغلقة.