الانتفاضة // إبتسام بلكتبي (صحفية متدربة) // عدسة: سعيد صبري/ يونس موزيكي
احتضن مقر ولاية جهة مراكش آسفي، اليوم الأربعاء 21 ماي 2025، لقاء تواصليا بمناسبة تخليد الذكرى العشرين للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحت شعار: “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: 20 سنة في خدمة التنمية البشرية”.
واستُهل اللقاء بعرض مقتطف من الخطاب الملكي السامي بتاريخ 18 ماي 2005 المعلن عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث قال جلالته” قررت أن اخاطبكم اليوم بشأن قضية تهم المغاربة جميعا في العمق. قضية تسائل كل المؤسسات، والفاعلين السياسيين والنقابيين، والاقتصاديين، والهيئات الجمعوية. بل إنها تشكل الهاجس الملح بكافة الأسر والمواطنين.”
إن الأمر يتعلق بالمعضلة الاجتماعية، التي نعتبرها بمثابة التحدي الأكبر، لتحقيق مشروعنا المجتمعي التنموي، والتي فررنا بعون الله وتوفيقه أن نتصدى لها بإطلاق مبادرة طموحة وخلاقة باسم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وتندرج هذه المبادرة ضمن رؤية شمولية، تشكل قوام مشروعنا المجتمعي المرتكز على مبادئ الديمقراطية السياسية والفعالية الاقتصادية، والتماسك الاجتماعي والعمل الاجتهاد وتمكين كل مواطن من الاستثمار الأمثل لمؤهلاته وقدراته.
إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ليست مشروعا مرحليا ولا برنامجا ظرفيا عابرا وإنما هي ورش مفتوح باستمرار. كما أنها ليست تغييرا في الأسبقيات التي حددناها، بل هي تأكيد وتجسد لالتزامنا. إذ ما فتئنا في كل مناسبة نؤكد أسبقية واستمرارية ما نخوضه من معارك موصولة لتأهيل الموارد البشرية وتقوية التنافسية الاقتصادية الوطنية وإدراج إنعاش الاستثمار والمبادرة الخاصة والتصدير في إطار مختلف السياسات القطاعية.”
وشهد هذا الحدث حضور شخصيات وازنة، في مقدمتهم فريد شوراق، والي جهة مراكش آسفي، عامل عمالة مراكش، الذي سلط الضوء على محاور رئيسية شملت قطاعات الصحة والتعليم والرياضة والثقافة.
وقال شوراق خلال هذا اللقاء، “سنعمل على توفير حافلات نقل عمومي جديدة، وتوفير خدمات النقل المدرسي لفائدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة”. وأكد شوراق خلال حديثه، أن هذا الورش يركز بالأساس على دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي، وتعزيز تكافؤ الفرص في التعليم، خاصة في العالم القروي، وتخفيف العبء المالي عن الأسر الفقيرة، ثم تحسين ظروف التعلم وجودته.
من جهتها، أكدت سعاد زغلول المكلفة بقسم العمل الجماعي بعمالة مراكش، أن هذا اللقاء يهدف إلى تقديم حصيلة إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى العمالة طيلة 20 سنة.
وأشارت إلى أن هذا الورش الملكي يركز على منهجية مسطرة وقيم ومبادئ تشكل أساس تنمية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي عرفت تحولات عبر ثلاث مراحل أهمها: دعم 2700 مشروع على مستوى عمالة مراكش بتكلفة إجمالية قدرها 2,24 مليار درهم أي بنسبة 64% مساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وأضافت زغلول “شملت هذه المشاريع المجالات الاقتصادية، التنموية، والاجتماعية لتسهيل الولوج للخدمات والتجهيزات الأساسية بما فيها: طرق تسهيل الولوج لشبكة الماء والكهرباء، وتعزيز الولوج للتعليم، وتكافئ الفرص لمحاربة الهدر المدرسي، والولوج للخدمات الصحية، ودعم ريادة الأعمال، ودعم الاقتصاد الاجتماعي التضامني بهدف تعزيز روح المواطنة والمواطن على مستوى عمالة مراكش.
كما عرفت الجلسة تقديم شهادات مؤثرة من عدد من المستفيدين من المبادرة، حيث عبروا عن امتنانهم للدور الإيجابي الذي لعبته في تحسين ظروف عيشهم وتحقيق مشاريعهم.
وفي هذا السياق تقول هبة غياتي، مستفيدة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ” لولا دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لما استطعت أن أسس مشروعي الخاص”.
ومن جانبها، أبرزت آمال الرحمة حبشي، رئيسة الجمعية الوطنية لإدماج ذوي الثلاثي الصبغي21، مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إنجاز مشاريع مديرة للدخل في التمويل والتجهيز. وأضافت “بفضل المبادرة استطعنا خلق ورشات تكوينية للأطفال في الصناعة التقليدية وفن الطبخ”.
التعليقات مغلقة.