الانتفاضة // محمد الأمين الداودي
يعيش جزء من المغرب و بعض المغاربة حالة من الاحتقان والتردي الأخلاقي والتراجع القيمي والإنهيار التربوي والتداعي الصحي والبوار الاجتماعي لأسباب يتداخل فيها ما هو اقتصادي واجتماعي وتربوي وديني وسياسي وغير ذلك من العوامل التي أخذت تتجه بالمغرب والمغاربة نحو الهاوية لا قدر الله.
فالبيوت لم تعد تربي الأجيال، بل أصبحت تخرج العاهات المستديمة، والمرأة خرجت إلى العمل كاسية عارية مائلة مميلة رأسها كأسنمة البخث لا تدخل الجنة ولا تجد ريجها ، والرجال معظمهم (مكسلون) في المقاهي ينتظرون المرأة العاملة أن تأتيهم ب (البقشيش) والشباب لاه مع الكرة و (البارصا والريال والكوكب والمقاهي وغيرها من الفتن، وجزء كبير من الشعب المغربي الفقير والمعدم يترنح تحت أزمة الارتفاع المهول للأسعار والمواد الأولية وغلاء المعيشة وكأن المجتمع المغربي للأسف الشديد يحفر قبره بنفسه ويخطط للهاوية والنهاية ب (عينيه محلولين).
الأوضاع الإقتصادية متدهورة والأوضاع الاجتماعية كذلك وبعض الأسر مفككة والزنا (داير فينا حالة) والحانات و (ليبواط) ومقاهي الشياشا والفنادق الجنسية أكثر من سكان قطر، والطلاق كذلك والغش والخنا والعنوسة والشذوذ وكل المنكرات تضرب في أوصال المجتمع المغربي أطنابها، أضف إلى ذلك أن الشارع لم يعد فيه متسع للتسامح والتعاون والتآزر والتالف بل أصبح مسرحا للعنف والشتم والسب والقذف و (التحنزيز والتخنزير والتنمر)، أما ولوج المؤسسات فإن لم تكن لك أم في العرس فلن تقضى أغراضك.
مظاهر التناقض الاجتماعي ونسبة النفاق القيمي والتهور التربوي والعداء الاخلاقي تتسارع في الخطى لتشكل لنا مجتمعا أنانيا (ميكيافيليا) يبحث عن الخلاص الفردي من مأكل ومشرب وملبس ومركوب ولا يهمه الطرف الآخر.
بعض المغاربة لا زالوا يأكلون من (البركاصة) و (السعاية) يتضاعفون كل يوم والفقراء يزدادون رويدا رويدا في بلاد الفسفاط و 3500 كلم من البحروغير ذلك من النعيم المقيم.
خيراتنا تصدر للخارج وأجود أنواع الفواكه والحوت والخضر والنعم تصدر للكفار من أجل ملايير الأوروهات والدولارات والتي لا يرى منها الشعب المغربي أي تأثير على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمملكة الشريفة.
التعليم في منحدر خطير والهدر المدرسي يطل برأسه والفتاة القروية تصطدم بغياب النقل المدرسي والداخلية ودار الطالب ودار الطالبة.
المستوصفات تعاني من غياب الدواء الأحمر وغياب الطبيب وبشاعة (الايرجونس) وتعطل (السكانير) و (الإيكوغرافي) وغلاء ثمن التحاليل الطبية والأدوية.
التشغيل يكاد يكون في المملكة الشريفة آفة العصر والمقاولات الصغرى والمتوسطة تتجه نحو الإندحار والإغلاق.
(ليفام دوميناج) لا تغطية صحية لهم ولا (لاسينيسيس) ولا هم يحزنون، أما المتقاعدون فأمرهم أدهى وأمر.
الأيتام لا ماوي لهم إلا رافة من بعض الجمعيات العاملة في الميدان.
تضارب المصالح أصبح آفة العصر وخاصة في ظل انعدام الكفاءات وحكومة (الويل) المسماة حكومة (أخناتوش).
الإعلام والصحافة يتجهون نحو التردي ونمو صحاحة (البوز) والتشهير و الفضائح وصحفيون وإعلاميون ليس لهم من المقومات الصحفية والإعلامية شيء، إلا (البلابلا).. لا ديبلومات ولا تكاوين ولا علم ولا معرفة ولا هم يحزنون.
مغاربة الخارج يعانون مع صعوبة الإجراءات وغياب تمثيلية لهم في المؤسسات الوظنية و جزء منهم يأكلون الغلة ويسبون الملة في تحد صارخ للقيم والمبادى والأخلاق.
البيئة في المغرب تحتضر في ظل توالي سنوات الجفاف وشح الأمطار واستنزاف الفرشة المائية ونضوب السدود وتبعات المخطط الأسود.
السياسة في المغرب لا يتعاطاها مع بعض الاستثناءات إلا (الشلاهبية) و (الديناصورات) الذين يرون في الصفقات والمشاريع فرصة لضخ مزيد من المال العام في ابناكهم وحساباتهم البنكية داخل المغرب وخارجه، أما النقابات فطفيليات تستنزف الطبقة الكادحة لا أقل ولا أكثر.
قانون الإضرب والعقوبات البديلة والعلاقات الرضائية وقانون المسطرة الجنائية وقانون المسطرة المدنية تطبخ وتنزل بعيدا عن المهتمين والفاعلين وذلك من أجل تمرير كل ما لا يوافق تطلعات الشعب المغربي المغلوب على أمره.
مدونة الأسرة عولجت بمنطق يستهدف الأسرة نفسها ولا يقيمها على موازينها الحقة، بل ويغمط حقوق الرجل ظلما وعدوانا.
الجمعيات (الفيمينيزمية) والنسوانية عنوان في المغرب على بوار السلعة كما بار أولئك النسوة اللواتي أصبحن (لا دار لا دوار) لا زوج لا أولاد لا استقرار أسري و لا هم يحزنون.
الثقافة والفن في المغرب شعارات فقط ومعظم من يتعاطى لهذين المجالين إنما بدافع الإستغناء والشهرة مع بعض الإستثناءات.
الرياضة هي الأخرى تعاني من التضخيم وجعلها أولوية، ماذا سنربح من تنظيم كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، والمغاربة لا زالوا يموتون في الجبال بالثلوج وغياب حطب التدفئة، أو تسقط عليهم عمارة بفاس، أو يعيشو في الخيام كما هو الشأن بالنسبة لضحايا الحوز، أو إمرأة لا تجد سيارة الإسعاف من أجل الذهاب للولادة في أقرب مستوصف.
حرية الإعلام والصحافة والتعبير تبقى هي الأخرى معرضة لكل أشكال التضييق إلا ما نزر.
الفساد السياسي والأخلافي والتربوي والتردي القيمي أخذا منحى خطيرا في بلاد المغرب مع بعض الإستثناءات طبعا.
أما المرأة فخيل لها أنها حرة، ويمكن أن تقوم بأي شيء، ويمكن أن تعمل وتخرج وتشتغل وتنافس الرجل، وتكون في أي مكان عام في المقاهي وفي الصالونات وفي مقاهي الشيشا والمسارح والسينما والأفلام والإعلام والإشهارات وعلى علب الصابون ومواد التنظيف وفي (السناكات) وفي المسابح وفي البحار وفي الشواطئ وفي كل مكان، فأصبح أمرا مسلما به وبالتالي فهم يضربون عرض الحائط الثوابت الشرعية والمقدسات الدينية، قال تعالى في القران الكريم: “وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى” مع ما يترتب عن ذلك من مفاسد تروية ومجتمعية لا تعد ولا تحصى.
جدير بالذكر أن آخر ما اقتحمته المرأة الآن بعد كل (الوظائف) التي ولجتها، هي صالات (الفيتنيس) لتربي الصدر و (الركابي) (لتخلي عش بو الركابي).
بقي أن نشير أن الصورة التي نحاول نرسمها لمغربنا الحبيب ليس من باب التشاؤل والتشاؤم والتركيز على السلبيات، وليس تنقيصا من أحد ، ولا اتهاما لأحد ، ولكن نحاول أن نجعل من قلبنا ينبض بالغيرة على هذ البلد ومقوماته بعد أن هدمها الإعلام الماجن والأسر الغائبة والشارع الفاحش، وأن ننقل الواقع بدون (زواق) ولا (رتوشات) ولا مواد حافظة، أملا في الاصلاح والتغيير والتنبيه، والعمل سويا على الدفع بعجلة المغرب والمغاربة نحو آفاق أرحب و أوسع، لأنه في الأخير المغرب مغربنا والوطن وطننا والملك ملكنا والصحراء صحراؤنا، و يضرنا (خاطرنا) أن ترى على سبيل المثال أمراة عارية متعرية في الشارع ونسأل إبنة من هذه؟؟؟ فيقال لك إنها بنت من بنات المسلمين؟؟ظ ياحسرة على العباد؟؟؟.
ونحاول جهد الإمكان أن يبقى مغربنا على الفطرة التي فطر الناس عليه لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون.