الانتفاضة // أيوب الرضواني
قبل سنة بالتمام والكمال، وقبل “انفـ.جار” فضائح الشناقة والفراقشية، نبهنا لخطورة تقديم دعم للمستوردين بدون شروط ولا ضمانات. بعد عام، ومن تحليلنا الذي ستقرؤونه وقبل رفض الفرق البر أمانية تشكيل لجنة “تُقسّي” الحقائق…استنتجنا أن أي تحقيق في صرف الدعم العمومي للشناقة لن يُدين سوى الجهة التي أمرت بصرفه…الحكومة. قراءة ممتعة
500 درهم عن كل رأس غنم هو الدعم الذي أقرته الحكومة لاستيراد 600 ألف رأس “حولي” بين منتصف مارس ومنتصف يونيو، استعدادا ليوم النّحر.
شروط هذا الدعم فضفاضة ولا تضمن بأي حال من الأحوال أن يكون له تأثير على خفض سعر الأضاحي الذي فرفر في السماء بمجرد انقضاء شهر الصوم: بعض أركان الإسلام في المغرب استحالت فرصة لإعادة تربية المغاربة، فخلال الصوم زيادة وقبل الحج زيادتان والذي قال لك لا تقول له.
✓ لا تقل كتلة الحولي المستورد عن 30 كيلوغرام.
✓ لا يقل عدد الرؤوس المستوردة 1000.
✓ وضع ضمان “5 دراهم الخروف” عن مجموع الرؤوس التي يرغب الكساب (الشناق) في جلبها، مع التهديد بعدم استرجاع هذا المبلغ “الضخم” ولا الاستفادة من الدعم في حال لم يفي بالعدد المطلوب!
شروط أعلنت عنهما أكوا حكومة ك”دفتر تحملات”، بينما تم رفض العديد من طلبات الكسّابة وقبول أخرى دون تقديم أي تبرير!
ما هي إذن ضمانات استفادة الأسر المغربية من 30 مليار سنتيم ستخرج من جيوبهم، في ظل مؤشرات تقول باحتمال انعكاس الآية وأن من سيُنحر بالغلاء هو المواطن لا الحولي!
وزارة الفلاحة قدمت هذه المساعدات السخية دون أية وسيلة لمراقبة وضمان تخفيضها لسعر الأضاحي. الدعم قُدم وثمن الأضحية في الأسواق حُر يُحدده العرض والطلب والشنّاقة!
ما الآليات التي تضمن عدم توجيه الخراف المستوردة للمسالخ والذبح أو التسمين وبيع لحومها بالأسعار الخيالية الحالية 120 و130 درهم؟
ماذا فعلت الحكومة لتُحقق في ادعاءات أن بعض الموردين أنشأ على عجل أكثر من شركة للاستفادة بأقصى حد ممكن من لوزيعة؟
هل توجد “كوطا” تضمن استفادة صغار الكسّابة من هذه الهمزة، مع وجود حد أدنى الاستيراد (1000 رأس) يُقصي الصغار، وعدم وجود حد أقصى ما يُبرِّع الكبار؟
ماذا عن الوقت والآجال الزمنية واللوجيستية المتبقية، والتي لن تسعف الموردين في توفير العدد المعلن 600 ألف رأس، وقد سبق للحكومة وأعلنت أن العدد قد يصل للمليون!
حتى لو افترضنا أننا نعيش وسط ملائكة، ما الذي يضمن نجاح هذه الخطوة في تخفيض سعر الأضاحي المستوردة في ظل ارتفاع الأسعار في السوق الدولية نتيجة الطلب المتزايد، ومع اشتراط الاتحاد الاوربي استيراد الخراف عبر بواخر إن تجاوز العدد 8 آلاف رأس، ما سيرفع من التكاليف!
أسئلة كثيرة تُطرح على حكومة التقنوقراط، حكومة الدقيقة 90، حكومة اللحظة، الديباناج، الحلول السهلة.
في الأخير، وبدل دعم هيكلي ومُبكر لتربية القطيع الوطني، لن يستفيد من هذه الخطوة، وكما العادة، سوى سماسرة الداخل وسكان الخارج مواطنين وخرفانا!
للقصة بقية…
التعليقات مغلقة.