الانتفاضة // محمد المتوكل
تستمر ازمة الغذاء ونفص المؤونة في جنوب افريقيا، بسبب الازمة الاقتصادية التي تجتاح البلاد في الاونة الاخيرة، وفي هذا الصدد قالت الوكالة الحكومية للإحصائيات، يوم الاثنين 27 ماي الجاري، إن العديد من سكان جنوب إفريقيا مازالوا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وهي أزمة ما فتئت تتفاقم كل سنة في هذا البلد الواقع جنوب القارة.
وأفادت الوكالة، في دراسة تناولت مختلف جوانب ظروف عيش الأسر الجنوب إفريقية، وخاصة الوصول إلى الخدمات الأساسية، والتعليم، والصحة، والتشغيل والغذاء، بأنه “خلال سنة 2023، عانى 15 في المائة من سكان جنوب إفريقيا، أي ما يعادل 9.34 مليون نسمة، من الجوع، فيما تمكن ربع الأسر من الحصول على الغذاء بصعوبة مقلقة”.
وكشفت الدراسة أن عدد الأشخاص المتضررين من الجوع ارتفع من 11.1 في المائة سنة 2019 إلى 15 في المائة سنة 2023، مما يعكس تدهور الوصول إلى الغذاء في هذا البلد.
وسجلت الوكالة أنه في سنة 2010 واجه 23,6 من الأسر تقييدات بشأن الوصول إلى الغذاء وهي النسبة التي تراجعت إلى 17,8 بالمائة في 2019 قبل أن تعود للارتفاع إلى 23,1 بالمائة في 2023.
وتعد مشكلة الوصول إلى الغذاء أكثر حدة في مقاطعات شمال الكاب (37,7 بالمائة) والشمال الغربي (32,6 بالمائة) ومبومالانغا (30 بالمائة).
وأشارت الدراسة إلى أن الحواضر الكبرى بجنوب إفريقيا، بما في ذلك جوهانسبورغ، وبريتوريا، ودوربان والكاب، سجلت معدلا ب 20 في المائة للأسر التي تصل إلى الغذاء بشكل غير كاف.
ووفقا لدراسة نشرها مجلس الاستشارة “World Data Lab”، فإن انعدام الأمن الغذائي يظل سائدا في جنوب إفريقيا ويتوقع أن يطال 49 بالمائة من السكان بحلول عام 2025.
وأشارت منظمة “Operation Hunger” غير الحكومية من جهتها، إلى أن انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية يهددان 20 مليون نسمة على الأقل من سكان جنوب إفريقيا بسبب عدم استقرار النظم الغذائية في البلاد.
وجاء في مقال للمديرة العامة للمنظمة ساندي بوكولا أن “سبعة ملايين نسمة من سكان جنوب إفريقيا يعانون من جوع مزمن”.
بقي ان نشير الى ان جنوب افريقيا تعتبر من البلدان الافريقية الرائدة في الفلاحة والزراعة والصناعة والخدمات، وتشهد تطورا كبيرا مقارنة بباقي الدول الافريقية، لكن يبدو ان مؤشر التنمية ببلد نيلسون مانديلا بدا في التراجع بسبب المديونية والفقر الذي يجتاح البلد، والسياسة الحكومية غير الرشيدة والتي اودت بالبلد الى ما اودت اليه.
التعليقات مغلقة.