بإبتسامة دافئة وروحه التي تبث على العزيمة افنى عمره في تربية ابنائه وبناء مستقبلهم ببمارسة مهنة بيع الكتب منذ سنة 1968 مكافحا ومضحيا بكل ما أوتي به من قوة، في سبيل نجاحهم وتحقيق أحلامهم وأمانيهم لآخر نفس حيث يعمل يوميا من الساعة التاسعة صباحا الى حدود غروب الشمس بدول ملل ولا كلل.
طوال سنوات اشتغاله كبائع للكتب اعتاد “العم محمد” على أن “يكون هناك إقبالا كبيرا من لدن الزبناء، لكن يبقى هذا الموسم استثنائيا بكل المقاييس، فالإقبال ضعيف للغاية.
وشدد على أنه: “هناك فرق كبير بين وضعية بائع الكتب المستعملة خلال فترة السبعينات والكتبي خلال القرن 21.
واثناء سؤالنا له ماذا يعني له بيع الكتب؟ فكان جوابه: “أنا لا زلت متمسكا ببيع الكتاب بقوة لا تنتهي الى آخر سطر من رواية، أو في بيت ديوان شعري، أو حتى في كلمة شاردة في مخطوط عمر أزيد من 400 سنة.
ويقول “العم محمد”: إن الكتاب شهد أوجه في الستينات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وكانت جامع الفنا مسرحا كبيرا للكتبيين من جهة وللحكواتيين، الذين ربطوا علاقات ثقافية مع بائعي الكتب القديمة، لأنهم كانوا يستأجرون كتبا من عيون التراث العربي كـ”الأزلية” و”ألف ليلة وليلة”، وكل مؤلف يحاكي التراث الشفهي الشعبي.
تبقى تجربة “العم محمد” شامة كبيرة في تاريخ بيع الكتب والحفاظ على هذا الموروث التاريخي الذي وجب على الاجيال القادمة الدود عليه من كل اشكال التعرية والانقراض الذي قد ياتي على الاخضر واليابس في دنيا الثقافة وعالم المعرفة.
التعليقات مغلقة.