كانت ليلة يوم أمس السبت 26 يوليوز الجاري استثنائية بكل المقاييس في مراكش، توحد فيها الجسد بالروح، إذ لا تسمع إلا صوتا يخرج من جوف المقرئ وديع شاكر، هدأ من روع النفوس وقرب مسافة الخشوع والتعبد بينها وبين خالقها، في جو رباني وأجواء روحانية.
وتناول العديد من المواطنين الفطور في المسجد من أجل الظفر بمكان وراء الإمام “وديع شاكر” خلال ختمه للقرآن الكريم، ولم يتمكن عدد من الوافدين من إيجاد مكان، واضطروا للصلاة في الشوارع المجاورة للمسجد.
تدفقت أمواج بشرية من مختلف الأحياء في اتجاه مسجد الكتبية بعد تناول وجبة الإفطار، وعجزت الشوارع والأزقة المؤدية إلى موقع المسجد عن استيعاب السيارات والدراجات النارية، اضطرت معها عناصر مصالح السير الطرقي الى قطع حركة السير والجولان بعدد من الشوارع المحيطة بالكتبية.
وكان الحضور الأمني لافتا خلال ليلة الختم في محيط المسجد، حيث انتشر رجال الأمن وعناصر القوات المساعدة بالاضافة الى سيارات الوقاية المدنية في النقط الاستراتيجية بمداخل والشوارع المحيطة، من أجل ضمان سلاسة عملية المرور وضبط الأمن وسلامة المصلين.
وقدم بعض هؤلاء المصلين من الدارالبيضاء والرباط والمدن المجاورة حسب مصادر من اللجنة المنظمة لصلاة التراويح، لإحياء ليلة ختم القرآن الكريم، في مسجد يعد من أكبر و أعرق مساجد المملكة، بعد مسجد الحسن الثاني، الذي شهد بدوره توافد عشرات آلاف المصلين لختم القرآن خلف الإمام الظاهرة عمر القزابري.
وقال مصدر أمني إن ولاية أمن مراكش دفعت بعناصر أمنية إضافية من أجل المساهمة في حفظ الأمن وتسهيل مغادرة المصلين بشكل سلس بعد انتهاء الصلاة، والحرص على تنظيم العملية وضمان أمن المصلين وممتلكاتهم مقارنة مع باقي أيام رمضان.
وتميز ختم القران لهذه السنة بمسجد الكتبية، بحضور بعض المسؤولين وعلى رأسهم عبد السلام بيكرات والي جهة مراكش تاسيفت الحوز، بالاضافة الى عدد من المسؤولين القضائيين بالمدينة.
وخلف دعاء الختم أثرا كبيرا في نفوس المصلين فتعالت الأصوات وأجهش البعض بالبكاء، وسجلت حالات إغماء في صفوف النساء، نقل بعضهم إلى فضاء خاص قرب المسجد لتلقي الإسعافات الأولية.
التعليقات مغلقة.