الإنتفاضة : الصويرة.. بقلم : محمد السعيد مازغ أصبحت مدينة الصويرة قبلة مفضّلة لعدد من الشخصيات العالمية، التي تختارها بعيدًا عن الأضواء، رغبةً في قضاء فترات استجمام في جو من الهدوء والخصوصية….أسماء وازنة ذات تأثير دولي تجد في الصويرة فضاءً يمنحها الطمأنينة بفضل سلوك سكانها الودود، ويقظة العناصر الأمنية بمختلف تخصصاتها، التي تسهر بتنسيق محكم وإشراف يومي من القيادة المحلية والولائية على توفير بيئة آمنة للزوار، سواء كانوا أجانب أو مغاربة، وفي مقدمتهم الشرطة السياحية التي تؤدي مهامها بكثير من المهنية واللباقة، ما يترك انطباعًا طيبًا لدى الزوار.
وتتميّز الصويرة، إضافة إلى طابعها التاريخي العريق، بشاطئها الممتد وساحلها الهادئ الذي يعدّ ركيزة أساسية للسياحة الشاطئية بالمنطقة، حيث يجد الزائر متعة في ممارسة السباحة أو التمدد لأشعة الشمس ، فضلا عن أنشطة ترفيهية متنوعة كركوب الجمال والخيول والدراجات الرباعية، إلى جانب الرياضات البحرية التي تمنح تجربة فريدة تجمع بين المغامرة والاسترخاء. ورغم هذا الزخم السياحي، ما تزال المدينة تفتقر إلى بعض المرافق التي تليق بمكانتها العالمية، مثل مطاعم راقية بالميناء تعكس تنوع المطبخ المحلي وتستجيب لذوق الزوار المرموقين، إضافة إلى مراحيض عمومية نظيفة ومحروسة، ووسائل نقل مريحة ومجهزة تساهم في التعريف بما تزخر به جماعات الإقليم من مناظر خلابة وإطلالات رومانسية على البحر.
كما تعرف الصويرة حركية مهمة على مستوى مطارها الدولي، الذي أصبح يشكل همزة وصل بينها وبين وجهات أوروبية رئيسية مثل بروكسيل، مارسيليا، وإشبيلية، وهو ما يساهم في تعزيز إشعاعها السياحي والاقتصادي على الصعيدين الوطني والدولي.
الجميل في الصويرة أنّ السياح يتحركون فيها بحرية تامة، دون مضايقات أو ممارسات تخدش الحياء العام، باستثناء بعض حالات التسوّل المحدودة التي تستدعي معالجة اجتماعية أكثر من المقاربة الزجرية. غير أن النقص في حاويات النفايات ببعض الأزقة والساحات يُشوّه المشهد العام ويدفع البعض، مضطرين، إلى رمي الأزبال في غير مواضعها، وهو ما يستدعي تدخّل المصالح الجماعية لتدارك هذا الخلل حفاظًا على رونق المدينة ونظافتها.
وفي النهاية، تبقى الصويرة مدينةً استثنائية تجمع بين عبق التاريخ وسحر الطبيعة ودفء الإنسان، غير أن الحفاظ على مكانتها كوجهة عالمية مرموقة يقتضي مزيدًا من العناية بالبنية التحتية والنظافة والخدمات السياحية، حتى تظل واحةً للسكينة ومرآةً تعكس جمال المغرب في أبهى صوره.
الصويرة.. واحة السكينة ووجهة الشخصيات العالمية
السابق بوست