بين الرباط و الرياض : كيف كُتِبَتْ شراكة ثقافية سعودية‑مغربية بدأت فصولها من معرض الرياض للكتاب ؟

0

جمع المعرضٍ دولي للكتاب بالسعودية، في إطار «الرياض تقرأ»، بين المكتوب و الحوار، و العطاء و التلاقح المعرفي. حيث شاركت دور نَشر مغربية إلى جانب نظيراتها السعودية، لترسم مشهداً يدلّ على شوق متبادل للثقافة و حب المطالعة، و على رغبة مشتركة في إبراز الرواية المغربية، و التجربة الفكرية السعودية، أمام جمهور واسع يفهم قيمة الكتاب بوصفه حلقة وصل بين الأمم.

و تُعد المشاركة المغربية في الدورة الحالية للمعرض السعودي أكثر من مجرد جناح يعرض الكتب، بل هي تعبير عن حضورٍ ثقافي ثابت، و عن مرونة في التبادل الثقافي تتجاوز الجغرافيا.

و في تصريح لعبد اللطيف بن عبد العزيز الواصل، الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب و النشر و الترجمة السعودية، أكد على “أهمية المشاركة المتميزة لدور النشر المغربية”، معتبرًا أن هذه المشاركة تجعل من المعرض منصة تُعبر فيها الكتابة المغربية عن نفسها، و تُعرِّف الجمهور السعودي بها، و تُظهر كيف أن التفاعل الثقافي لا يُطفئ الأصالة، بل يُثري الهوية المشتركة.
المغرب، من جهته، يبدو حاضراً بقوة في هذه التجربة المشتركة؛ ليس فقط عبر الكتب المطبوعة، بل أيضًا من خلال برامج الترجمة، التوزيع، و الترويج الأدبي.

فمشاركة الناشرين المغاربة في المعرض تهدف إلى تبادل فرص، و فتح أسواق جديدة، و تأسيس علاقات مع نظرائهم السعوديين لتوطيد التعاون في الصناعات الثقافية، من الطباعة إلى النشر الرقمي. تأتي هذه الديناميكية إنسجاماً مع التوجهات التي وضعتها رؤية المملكة 2030، حيث تُعتبر الثقافة أحد رافعات التنمية و الإقتصاد المعرفي، و أداة تشبيك بين المجتمعات العربية عموماً.

تأتي هذه المشاركة المغربية بعد معرض الرباط الدولي للنشر و الكتاب، حيث كان للوفد السعودي حضورٌ لافت و عملٌ تَبادُلي مع الأيدي المغربية في الحقل الثقافي.

أما الآن، في الرياض، فالظهور المغربي يُثري المعرض، و يُحوِّل الجناح إلى نقطة إلتقاء يتخيرها القراء الباحثون عن المعرفة من كلا البلدين، و لا سيما الشباب الذين يتوقون للتعرف على الإنتاج الأدبي الذي يعكس تجارب و ثقافات متقاربة و متقاطعة.

ختامًا، «الرياض تقرأ» فصلٌ جديد في رواية التعاون السعودي‑المغربي الثقافي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.