مناظرة مراكش للمجتمع المدني تطلق مبادرة: “مراكش تحضن أبناءها”

0

الانتفاضة

في خطوة رائدة تعكس وعي المدينة ورصيدها الحضاري، أعلن فاعلون مدنيون وثقافيون وتربويون عن إطلاق مبادرة “مراكش تحضن أبناءها”، الهادفة إلى إعادة بناء جسور الثقة بين الأسرة وأبنائها، وتحصين الشباب من مخاطر الانحراف والاستغلال، في سياق وطني ودولي دقيق يتطلب مزيدا من التماسك والمسؤولية.

وأكد المبادرون أن هذه المبادرة تأتي لتقطع الطريق أمام كل الأصوات والجهات التي تسعى إلى جر وطننا نحو الفوضى، ولتعزز مكانة المغرب كدولة آمنة تحافظ على سلامة مواطنيها وممتلكاتهم، وتواصل تعزيز إشعاعها الدبلوماسي ونجاحاتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ويجمع مكونات المجتمع المدني بمراكش وعيٌ راسخ بأن هناك فجوة متنامية بين الأجيال السابقة التي تشبعت بقيم التلاحم التقليدي، وجيل جديد نشأ في حضن الرقمنة والإنترنت.
هذا التحول السريع ولّد طرق جديدة للتعامل مع التحديات المرتبطة بالصحة والتربية والتعليم، وأيضا بمظاهر الفساد التي لطالما دقّت الجمعيات ناقوس الخطر بشأنها عبر مناظرات ولقاءات صريحة وواقعية.

ويرى المبادرون أن جزءا مهما من هذه المشاكل يمكن تجاوزه في المدى القصير، بل إن بعضها قابل للحل فورا متى توفرت الإرادة الصادقة، فيما يحتاج جزء آخر إلى وقت أطول يتعلق أساسا بالخصاص البنيوي مثل الموارد الطبية والبنيات الأساسية. غير أن الرسالة الأهم، حسب القائمين على المبادرة، هي أن الشباب المغربي اليوم المعتاد على سرعة الحلول الرقمية، ينتظر حلولا عملية وسريعة في حياته اليومية، وهو ما يجب أن تتجاوب معه الأسرة والمجتمع والدولة بروح واقعية وإيجابية بالمقابل يجب شرح و تبسيط جدوى التنزيل حنما يتعلق الامر بحلول واقعية يلزمها وقت أطول و إمكانات ليست دائما متوفرة.

وتقوم المبادرة على تكتل واسع يضم جمعيات المجتمع المدني، وأولياء الأمور، ونساء ورجال التعليم، والمثقفين والفنانين والرياضيين، في مشروع مشترك يروم مساندة الأسرة المغربية في إعادة بناء الثقة مع أبنائها، وإحياء الأمل في وطن يسير بثبات نحو التطور، بفضل قواه الحقيقية والوطنية، النظيفة اليد والمخلصة للبلاد.

وتستند المبادرة في رؤيتها إلى تعاليم الدين الإسلامي التي تحث على بر الوالدين وتحذر من عقوقهما، كما تستلهم قيم التسامح ونهي الإسلام عن الفتنة. فالحفاظ على تماسك الأسرة، وفق رؤية المبادرة، هو خط الدفاع الأول لحماية السلم الاجتماعي بأكمله، وهو ما يجعل من هذه المبادرة مشروعاً أخلاقياً ووطنياً بامتياز.
و كبداية عملية، ستركز الحملة على حث الأسر على الاتفاق مع أبنائها على أهمية المكوث في البيت بعد الساعة الثامنة مساء كإجراء وقائي أولي، يعقبه إطلاق حزمة متكاملة من برامج القرب تشمل ورشات للحوار، وأنشطة تثقيفية وترفيهية، ودعماً نفسياً وتربوياً، بهدف تحويل الأحياء إلى فضاءات دافئة للحوار والأمان.
“مراكش تحضن أبناءها” ليست مجرد شعار، بل دعوة إلى التلاحم الجماعي، وتأكيد أن مدينة مراكش بما تمثله من تاريخ ومجد حضاري قادرة أن تكون فضاء للأمل، والحوار، والإبداع، وحاضنة لجيل المستقبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.