الإنتفاضة // بقلم محمد السعيد مازغ من هو جيل “Z”؟ ولماذا برز فجأة بهذا الزخم؟ هذه أسئلة تثار بعد موجة الاحتجاجات الأخيرة التي قادها شباب في مقتبل العمر، لم يعودوا يرضون الصمت، ويتطلعون إلى عالم أرحب تتحطم فيه القيود وتسود فيه الحريات والعدالة الاجتماعية ، ولا يعترف بالخطوط الحمراء ولا الصفراء . ما نشهده اليوم ليس حدثًا عابرًا. فالتدخل الأمني لتفريق المتظاهرين قد يكون ظرفًا مؤقتًا، لكن الجوهر مرتبط بوعي مجتمعي بمسؤوليات وحقوق، وبالسعي للعيش الكريم والحريات، وغياب الفعل السياسي الجاد. وهذا يدفع هؤلاء الشباب لمقارنة ظروفهم مع غيرهم، والتطلع نحو التغيير وبناء مجتمع ديمقراطي قائم على المساواة وحقوق الإنسان. إنهم جيل منفتح على العالم الرقمي، تحرر من الرقابة الذاتية، ويرفض أن يكون مصيره محددًا سلفًا. لم تعد الشهادات الجامعية تضمن لهم كرامة في سوق عمل مختل، ولا تغريهم وعود الخلاص الفردي، لأنهم يؤمنون أن التغيير الحقيقي لا يكون إلا جماعيًا. فالحلول الترقيعية لم تعد تنفع، ونجاح الأمة مرهون بإرادة شبابها وطموحاتهم، لا بالشعارات ولا بالمسكنات المؤقتة.
هل هي حركة احتجاجية شبابية فحسب؟ أم بداية تغير اجتماعي وسياسي؟ ربما كلا الأمرين، إذ إن ضعف الحياة السياسية، وتراجع التعليم والإعلام، أنتجا وعيًا ناقدًا، لكنه واعٍ وسلمي، يرفض الفوضى. ما نحتاجه اليوم إصلاحات حقيقية في الاقتصاد والتعليم والقضاء. شبابنا لا يطلبون المستحيل، فقط وطن يحتضن طموحاتهم، يحترم أصواتهم، ويضمن لهم مستقبلًا يبدأ بالأمل وليس بالشارع أو السجون.
جيل Z… حين يحتج أبناء الإنترنت
السابق بوست
القادم بوست