الإنتفاضة. بقلم محمد السعيد مازغ. شهدت مدن مغربية عدة، من بينها أكادير، الصويرة، مراكش، الرباط والدار البيضاء، وقفات احتجاجية نظّمها مواطنون للتعبير عن استيائهم من تدهور خدمات القطاع الصحي العمومي، وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة واستمرار آثار جائحة كورونا على الفئات الهشة والمتوسطة. ورفع المشاركون شعارات تطالب بإصلاح شامل للمنظومة الصحية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتسريع التدخلات الحكومية لمعالجة الأوضاع التي باتت تمسّ كرامة المواطن وحقه في الصحة والعيش الكريم. وفي وقت انتظر فيه المحتجون تفاعلًا مسؤولًا من السلطات، أفادت مصادر ميدانية بوقوع تدخلات أمنية وصفت بـ”المشددة”، تخللتها اعتقالات في صفوف بعض المشاركين وأغلبهم شابات وشباب مما يطلق عليهم لجيل ” Z ” ، وهو ما أثار ردود فعل من هيئات حقوقية رأت في ذلك تراجعًا عن منطق الحوار، ومساسًا بحرية التعبير والاحتجاج السلمي التي يكفلها الدستور. ويرى مراقبون أن مواجهة مثل هذه التحديات لا يمكن أن تنجح بمقاربة أمنية فقط، بل تقتضي فتح قنوات حوار فعالة مع مختلف الفاعلين الاجتماعيين، والعمل على بلورة حلول تنموية واقتصادية حقيقية، بما ينسجم مع التوجهات الكبرى للمملكة ويعزز صورة المغرب كدولة مؤسسات تحترم الحقوق وتراهن على الاستقرار والتنمية.