في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي التاسع لحزب العدالة والتنمية بطنجة، شدد عبد الإله بنكيران على أن الحزب لم يُهزم في انتخابات 2021 بكفاءة خصومه أو ببرامجهم، وإنما، كما قال:”هزمونا بالمكر والخداع والتلاعب”، مضيفا أن ما وقع يستدعي الوعي بخطورة المرحلة وضرورة التمسك بالواجب الوطني لحماية البلاد.
وأكد أن العدالة والتنمية لا يتهرب من المسؤولية، قائلا: “نحن الذين نتحمل نتائج الانتخابات… لم تصوتوا لنا وصوتُم لجهة أخرى، لكننا تعرضنا لحملة إعلامية رهيبة وخطيرة، وفي الوقت نفسه ارتكبنا نحن أيضا أخطاء”.
ودافع بنكيران بقوة عن نزاهته الشخصية وأسرته، بعد ما وصفه بـ”الافتراءات”، قائلا: “أقسم بالله العظيم، لم آخذ درهما واحدا من الكنوبس”، مؤكدا أن ما يقال حول استفادة ابنته أو عائلته “مجرد أكاذيب”. وأضاف متحدثا عن ابنته في وضعية إعاقة: “هذه البنت اليوم هي عروس البيت… تبلغ من العمر 27 سنة وهي ضيفة من عند الرحمن، ولن أتخلى عنها ما حييت”.
وفي حديثه عن مكانة طنجة ودورها، اعتبرها مدينة استثنائية، قائلا: “أنتم أهل طنجة، أنتم الأوفياء الأوائل للغة العربية وللدين الإسلامي وللوطن… وليس صدفة أن تكون طنجة هي أم القرى في مناصرة إخواننا في غزة”. كما استحضر علاقتها التاريخية بالحركة الوطنية وبالمحاولات الأولى لتوحيد المغرب العربي، مشددا على أن المدينة شكلت دائما حاضنة لمشاريع الإصلاح والدعوة.
وبلهجة تجمع بين الاسترجاع والتأمل، ذكر بنكيران بتاريخ المغرب العريق، قائلا: “أنتم اليوم من أقدم الدول في العالم… ثلاثة عشر قرنا من الاستمرار، لا إسبانيا ولا فرنسا ولا بريطانيا تجاوزت هذا الرقم”. وأضاف: “لقد حكمتم الأندلس ثمانية قرون، وكان يعيش فيها المسلم والمسيحي واليهودي بسلام ويتحاورون”.
كما عاد إلى تجربته على رأس الحكومة، مؤكدا أن الصلاحيات في المغرب واضحة، وأن “الملك هو الذي يحكم”، لكنه أضاف أن الحزب حاول أن يمارس السياسة بقدر ما تسمح به الشروط، دون أن يغامر بمصير البلاد، قائلا: “لم نرد أن تسير البلاد نحو المجهول… لم نرد لها أن تعرف مصير ليبيا أو بن علي أو مبارك”.
كما أشار بنكيران إلى تقدمه في العمر، لكنه اعتبر أن مسؤوليته ما تزال قائمة، وقال: “اليوم أبلغ 73 سنة بالتقويم الهجري، وكان ينبغي أن أكون قد تقاعدت، لكن لا خيار لي… أرى أن علي الاستمرار حتى يبعث الله خلفا يكون أفضل منا”.