بعد هجومها الأخير والذي استهدف أبرز قادة وعلماء إيران.. هل تححقت أهداف إسرائيل بضرب القلب النووي لبلاد فارس؟

الانتفاضة // الكاتب // حسن الخباز

ذكرت إسرائيل أن حربها على إيران تهدف بالأساس لتعطيل طموحات هذا البلد النووية ، لذلك ستبذل قصارى جهودها لتحقيق هذا الهدف مهما كلفها الأمر ، لذلك فهي سائرة في طريقها ولعل من أقوى هجوماتها الضربة العسكرية التي شنتها فجر هذا اليوم .

هجومات إسرائيل تستهدف بالأساس البنية التحتية النووية لإيران لتعيد تشكيل نظامها الذي لا يوافق هوى إسرائيل ، ويمكن أن تستمر هذه الحرب إلى أن تحقق إسرائيل كل أهدافها المسطرة .

ضربة اليوم كانت بمثابة تصعيد كبير يندرج ضمن حملة طويلة الأمد لوقف مد إيران النووي ، واستهداف أبرز عقول هذا البلد فضلا عن كبار قادته العسكريين على وجه الخصوص ليصبح بلدا ضعيفا لا يشكل أية خطورة مستقبلا على إسرائيل .

وقد أعدت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا مفصلا عن الهجومات الأخيرة التي يشنها الكيان الإسرائيلي على الإيرانيين ، وقد ورد في التقرير المذكور أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وصف ضرب بلاده لمنشأة نطنز التووية إنجازا كبيرا لكونها منشأة التخصيب الرئيسية في إيران .

هجومات إسرائيل على إيران تهدف من بين ما تهدف إليه تأخير بل وعرقلة قدرة بلاد فارس على تطوير أسلحة نووية ، وجاء في تقرير نيويورك تايمز أن المدى الكامل لحجم الضرر الذي ألحقته العمليات الأخيرة بإيران مازال غير واضح .

التقرير المذكور حمل معطيات خطيرة وغير مسبوقة ، معلومات من شأنها صدم الكيان الإسرائيلي ، بحيث كشف أن موقع التخصيب فوردو يعتبر هدفا بعيد المنال بالنسبة لإسرائيل لكونه مدفون في أعماق الأرض، لذلك فهو أكثر تحصينا من غيره ومن الصعوبة بمكان استهدافه .

كما حمل التقرير آراء خبراء استشهدت بهم صحيفة نيويورك تايمز أن بقاء موقع التخصيب فوردو سليما من شأنه ان يحفظ قدرة إيران على إنتاج يورانيوم صالح للاستخدام في صنع أسلحتها .

وجاء في نفس التقرير أن جزءا هاما من تقدم إيران النووي يتمثل في منشأة نطنز خاصة بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي سنة 2015 ، ومنذ ذلك الحين تسارعت وثيرة التخصيب بالمنشأة عبر تركيب أجهزة طرد مركزي أكثر كفاءة ، فضلا عن تكديس مواد تقترب من المستويات المطلوبة لصناعة القنابل النووية .

يبدو أن حرب إسرائيل النووية ستستمر وإيران ليست بالهدف السهل الذي يمكن القضاء عليه بسهولة ، ورغم استهدافها للعلماء الإيرانيين فإن أرض فارس قادرة على إنجاب عقول أخرى .

ومع ذلك فالكيان الإسرائيلي يبذل الجهد الجهيد لتحقيق أهدافه كاملة ويستعمل في ذلك كل قدراته العسكرية والإلكترونية وكمثال على ذلك عملية “ستاكسنت” الإلكترونية التي هدفت لتخريب مكونات أجهزة الطرد المركزي .

وفي آخر خروج إعلامي له ، توعد المرشد الإيراني علي خامنئي إسرائيل بعقاب شديد بعد مقتل عدد من القادة والعلماء ، وأكد في نفس الوقت استئناف خلفائهم وزملائهم المهام فورا .

يبدو أن إسرائيل فتحت على نفسها أبواب جهنم ، وأعطت الإشارة لمرحلة اكثر خطورة في صراعها مع دولة إيران ، لكونها لم ولن تستطيع ضرب الموقع الإيراني الأكثر تحصينا زالذي يعتبر جوهر قدرة طهران على التخصيب والذي سيظل صامدا وقادرا على الإنتاج بدون توقف .

التعليقات مغلقة.