الانتفاضة
في عالمنا المعاصر، تتزايد مظاهر المادية والركض المحموم خلف المكاسب المادية والمظاهر الزائفة. أصبح الإنسان يقيس قيمته بما يملكه من مال ومقتنيات، وليس بما يقدمه من خير للآخرين أو بما يتحلى به من فضائل. لكن في خضم هذا الزحام المادي، يظل صوت الفضيلة خافتاً لكنه موجود، يذكرنا بأن الإنسان لا يزدهر إلا حين يوازن بين حاجاته المادية وقيمه الإنسانية.
الفضيلة ليست مجرد كلمة تقال في المناسبات، بل هي سلوك يومي وممارسة مستمرة. هي الصدق حين يغري الكذب، هي العدل حين يغري الظلم، هي الإحسان حين يغري الجفاء. والفضيلة، في جوهرها، تمنحنا السلام الداخلي الذي لا يمكن لأي مكسب مادي أن يوفره.
في زماننا الذي طغت فيه المادية، يبدو أن الناس نسوا أن الفضيلة هي الطريق إلى التوازن الحقيقي. قد نجد من يقول: “لا مكان للفضيلة في زمن السباق على الأرباح”، لكن هذا قول مجحف. بل ربما الفضيلة اليوم مطلوبة أكثر من أي وقت مضى، لأن افتقادها يجعلنا أكثر عرضة للقلق والوحدة، مهما امتلكنا من مال أو شهرة.
يحتاج كل إنسان في حياته اليومية إلى لحظة صدق مع نفسه: هل يعيش حقاً بفضيلة؟ هل يسعى ليترك أثراً طيباً في حياة الآخرين؟ هل يزرع بذور الخير التي ستثمر، عاجلاً أم آجلاً، في قلبه وقلب من حوله؟
لا شيء يقف في وجه المادية الجارفة سوى إنسانية أصيلة وروح مفعمة بالقيم. وإذا تذكّر كل واحد منا أن المال وسيلة وليس غاية، وأنه بلا فضيلة يفقد قيمته، سنعيد الاعتبار للفضيلة في حياتنا. سنرى العالم أجمل، وسنعيش أكثر سكينة ورضا.
خاتمة تحفيزية: فلنجعل من الفضيلة أسلوب حياة، لا مجرد شعار. ولنسأل أنفسنا دوماً:
ما الذي يمكنني فعله اليوم لأجعل العالم مكاناً أفضل؟
كيف يمكنني زرع الفضيلة في عملي وعلاقاتي وأحلامي؟
هل أعيش وفق ما أؤمن به من قيم، أم أتبع تيار المادة بلا وعي؟
التعليقات مغلقة.