مكناس.. معرض بدون طعم ولا رائحة.. والمكناسيون يقولون: “اللهم إن هذا منكر”

الانتفاضة // محمد المتوكل

تستعد مكناس العاصمة الاسماعيلية لاحتضان فعاليان المعرض الدولي للفلاحة في نسخته 17.

هي في الحقيقة نفس النسخة التي تقام بمكناس لكن التاريخ وحده من يتغير.

مكناس التي تعيش على الفقر والخصاص والحفر المنتشرة في كل مكان والإنارة الغائبة عن أغلب الأحياء والمآثر التاريخية المتآكلة، والتنمية المتوقفة في كل أركان المدينة والتي زادها السياسيون والمنتخبون نكبة على نكية.

معرض يشد إليه كل سنة آلاف العارضين والزوار وآلاف الشركات وآلاف الآيان والمتجات لكن بدون أن يكون لذلك أثر على المدينة التي دائما ما تخلف موعدها مع التنمية المستدامة.

مدينة بدون مراحيض عومية وبدون مساحات خضراء وبدون ملاعب القرب وبدون منشات صحية (تحمر الوجه) وبدون مؤسسات تعليمية رائدة وبدون أفق للشغل المناسب وبدون شركات ومعامل لتقليص هامش البطالة المنتفخ وبدون رؤية استراتيجة لمجلس مكناس الذي ظل يعيش على واقع الصراعات والمشاكل.

والضحية في كل هذا أولا وأخيرا هو المواطن المكناسي الذي يعيش بين مطرقة الواقع المرير والتسيير الجماعي البئيس.

وفي هذا السياق تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة بمكناس لتجنب الإزدحام الذي يعيشه المعرض طيلة أسبوع كامل، فضلا عن فوضى التنظيم والبطاقات الموزعة على الاهل والاقارب والحواريين مما يجعل من المعرض ورقة انتخابية وحملة انتخابية سابقة لأوانها لبعض اشباه السياسيين الذين يأكلون الغة ويسبون الملة.

وللعلم فدورة 2025 تعرف حضور فرنسا كضيفة شرف، في تجسيد للعلاقات الاستثنائية بين المغرب وفرنسا والتي لا يرى لها أثر على المواطن المكناسي المقهور بغلاء المعيشة وارتفاع الاثمان، ويذهب للمعرض ان ذهب للتفرج على خيرات مولانا وهي تعرض امامه ولا سبيل له لاقتنائها على ارض الواقع.

إنه معرض الناس (الألبة) والرأسمالية المتوحشة والشركات العملاقة و (الريوس) الكبار أما الفقراء والمحتاجون والمعوزون فإن للبيت ربا يحميه.

أكثر من 70 دولة مشاركة.
حوالي 1500 عارض.
وأكثر من 950 ألف زائر مرتقب.

البرنامج غني بـ 40 ندوة ومائدة مستديرة تناقش مواضيع فلاحية راهنة.

المعرض يقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يرسّخ الملتقى مكانته كمنصة إفريقية ودولية للتبادل والتعاون الفلاحي، خصوصاً بين المهنيين المغاربة و الفرنسيين لتقوية الشراكات ومواجهة التحديات المشتركة.

لكن يبقى المعرض في نهاية المطاف محطة وستنتهي ولن تقدم ولن تؤخر شيئا في مكناس ولا المكناسيين الذين سئموا من الوضع المقرف والمأساوي الذي تعيش عليه حاضرة الزيتون والمدينة التاريخية وعاصمة المغرب في وقت من الأوقات للأسف الشديد جراء التهميش والاقصاء والصراعات الحزبية والامبالاة التي يبديها بعض ممن تمسكنوا حتى تمكنوا وجعلوا من مكناس بقرة حلوبا لا تذر حليبا بل تذر أموالا (تترعرع) فبنوا لهم و (لتريكتهوم) العمارات والفيلات و (لابيسينات) وشروا الأراضي والإقامات و (الفيرمات) ويأتون إلى المعرض ب (كومبلياتهم وكرافاطاتهم) فقط لأخذ الصور و (السيلفيات)  ويوزعون الابتسامات الماكرة، في أفق حلول معرض آخر بدون أن يتغير شيء في مكناس.

التعليقات مغلقة.