فيروس HMPV يهدد الصين مجددا: هل نشهد سيناريو كوفيد- 19 آخر؟

الانتفاضة // اميمة الفتاشي // صحفية متدربة

تشهد الصين في الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بفيروس (HMPV) ( فيروس الإلتهاب الرئوي البشري)، مما أدى إلى ضغط شديد على المستشفيات الصينية وإتخاذ تدابير طارئة للحد من إنتشار المرض.

هذه الموجة من الإصابات أثارت مخاوف عالمية كبيرة، حيث يتساءل البعض عن إمكانية تكرار السيناريو الذي حدث مع فيروس ( كوفيد-19) ، الذي ظهر لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في عام 2020 وأدى إلى وباء عالمي.

ولكن على الرغم من التشابه في توقيت تفشي الفيروسات وإنتشارها، هناك فروقات كبيرة بين فيروس (كوفيد-19) و(HMPV) الأول، على سبيل المثال، كان فيروسا جديدا ظهر بشكل مفاجئ وغير معروف في السابق، بينما يعتبر فيروس( HMPV) معروفا منذ ما يقرب من 25 عاما، وقد تم إكتشافه في أوروبا في عام 2001. كما أنه فيروس موسمي، يزداد نشاطه عادة في فصل الشتاء وأوائل الربيع، وينتشر في جميع أنحاء العالم.

فيروس( HMPV) ، الذي يصيب الجهاز التنفسي، يعتبر السبب الثاني الأكثر شيوعا لإلتهاب الشعب الهوائية لدى الأطفال، وهو غالبا ما يتسبب في أعراض مشابهة لتلك التي تحدث بسبب الأنفلونزا أو الفيروس المخلوي التنفسي أو (كوفيد-19) ، مثل الحمى، والصداع، والسعال، وسيلان الأنف.

وعلى الرغم من أن معظم الحالات تكون خفيفة وتشفى من دون علاج خاص، إلا أن بعض الحالات قد تتطلب العلاج في المستشفى، خصوصا لدى الأطفال، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أو تاريخ مرضي سابق.
الظروف الحالية في الصين، حيث يتزايد عدد حالات الإصابة، يشتبه الخبراء في أنها قد تكون مرتبطة بتأثيرات جائحة (كوفيد-19) ، حيث تضعف المناعة الجماعية للمجتمع بسبب فترات الحجر الصحي الطويلة، والإجراءات الوقائية المشددة، والنقص في التعرض للفيروسات الموسمية الأخرى.

وبذلك، قد يكون عدد الإصابات بفيروس( HMPV) في الصين أكثر من المعتاد، بسبب ضعف المناعة في بعض الفئات السكانية.

ومع إستمرار تفشي هذا الفيروس في الصين، تزداد المخاوف من تأثيراته المستقبلية في باقي أنحاء العالم، خصوصا في ظل صعوبة التنبؤ بتطورات فيروسية جديدة قد تتسبب في موجات صحية مماثلة لتلك التي نشهدها مع جائحة كورونا.

التعليقات مغلقة.