الصويرة أضحت الوجهة السياحية المفضلة لذى السائح الأجنبي والخنازير البرية.

بقلم محمد السعيد مازغ

تخرج الخنازير بين الفينة والأخرى بالصويرة ، جماعات جماعات بحثا عن قوت صغارها غير عابئة ولا خائفة، هجرة ” حلوفية”  بامتياز ، تشارك فيها الأسرة الخنزيرية البرية المكونة من الأب وزوجه ثم الاخوة إناثا وذكروا ، كبارًا وصغارًا ، فتجد من الأشخاص من يسعده اقتسام لقمة عيشه ببساطتها معها، وكذلك يوجد من يتجنب طريقها ،فيخلو لها  السبيل للتجول بحرية بالأحياء السكنية ، وبين مطارح الفنادق و المطاعم ، وفي المقابل أيضا تجد من يحذر غضب الجوع الحيواني الذي يدفع بالخنزير البري الى الحصول على الغذاء بأي ثمن ولو كان على حساب حياته، أو بالهجوم على الغير.إن زحف البناء ، وانقراض المجال الأخضر ، والجفاف الذي بدأت أشجار الغابات تفقد معه اخضرارها ، والطيور تهاجر أعشاشها ، والثعالب والذئاب والخنازير تغادر فضاءاتها المفضلة مجبرة من ضمن العوامل المؤدية الى اختلال التوازن الطبيعي، ، واضطراب المعادلة التي تحدد مجالات العيش لذى الانسان الطبيعي، ولذى الحيوان خاصة المصنف ضمن الحيوانات الغابوية المفترسة. وان ما تخشاه الساكنة ، هو ان يتم اصطياده بطرق لاقانونية ، والاتجار في لحومه عن طريق التدليس ، وأيضا الخشية من أن يستمر الجفاف ويقضي على اليابس والأخضر ، وبذلك تنقرض العديد من الحيوانات والطيور والأعشاب الطبية ، فلا الحيوان يجد ما يقتات به في المدينة، كما جرى في السنوات الماضية حيث تصادف الدواب الهزيلة تتجول بدون اصحابها ، فضلا عن المعز والجمال والأبقار التي ترعى في الغابة رعيا جائرا دون رقيب ولا حسيب، الشيء الذي يؤثر بشكل سلبي على المجال البيئي من أشجار وأعشاب وطحالب وفطريات ، ويضر بها لدرجة دفع بأصناف الطيور إلى الهجرة الجماعية ، إضافة إلى انقراض العديد منها من باقي الكائنات الحية التي لم تعد تتوفر على ما تسد به حاجياتها، وتطمئن به على صغارها.                                                                            ًً                                                                                  تضرر المجال الغابري كثيرًا بالصويرة بفعل التزايد السكاني والحاجة إلى السكن على حساب الأراضي الغابوية والفلاحية المتاخمة للمجال الحضري ، إضافة إلى الرعي الجائر ، وضعف المراقبة المنتظمة للغابات ، وعدم امتلاك نظام إنذار مبكر للكشف عن الدخان أو الحرائق.إضافة لما تتعرض له بعض الاشجار من تخريب، فضلا عن توالي السنوات العجاف وقلة الوعي بأهمية الغابة وخيراتها.

ومع ذلك ، فرحمة الله وسعت كل شيء ، فرغم المفاسد والآثام التي ترتكب في حق الله والعباد ، ورغم الاختلالات في المبادئ والقيم ، واللهاث خلف الشهوات المحرمة بكل ألوانها ، والتجاذبات السياسية وضعف الحكامة…………………………………………… فإن الله كان غفارا : “يرسل السماء عليكم مدرارا ، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا.” فالتساقطات الأخيرة زرعت الأمل في اعادة الحياة للسدود والمياه الجوفية وانتعاش الطبيعة من جديدوالمشارع المبرمجة إذا ما فعلت بعيدا عن المجال الأخضر ، سيكون لها الأثر الإيجابي على الاقتصاد المحلي والتنمية.نعم سقوط قطرات الغيث من شأنها أن تعيد الخنزير البري إلى موطنه ، في انتظار تحرك الجهات المسؤولة لإيجاد الحلول المناسبة لحماية الثروة الحيوانية ، وأيضا للتفكير في سلامة وأمن المواطن الذي يمكن ان يتصادف مع هذه الحيوانات في حالة غضب ،فيقع ما لا تحمد عقباه

التعليقات مغلقة.