اجنحوا مثلهم للسلم

[author ]عبد اللطيف يوسف صالح عبد العزيز الدعيج، كاتب كويتي يكتب في جريدة القبس. درس في مدرسة خالد بن الوليد والمدرسة المباركية وثانوية الشويخ، أنهى دراستة الثانوية بنظام تعليم المنازل.[/author]فوز السيد حسن روحاني برئاسة الجمهورية في ايران دليل أكيد على حسن نوايا الشعب الايراني واعتداله، ودحض وتكذيب واضح وجلي لاشاعات وخرافات العداء الصفوي للعرب او لأهل السنة، وهو المفضل في وصف هذه الايام. طبعا ليس هناك شيء مؤكد، وكثير من الرؤساء المعتدلين والمتسامحين ورطوا بلدانهم في حروب وعداوات مع الآخرين، لكن يبقى لنا الظاهر. والظاهر ان انتخاب المعتدل السيد روحاني دليل على ان من انتخبه من مواطني ايران يجتهدون مثل بقية كل شعوب العالم لاقامة علاقات طبيعية وعادية مع دول الجوار، وربما ليس صدفة ان الرئيس الايراني المنتخب كان قد صرح او هو استخدم تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية بالذات ضمن شعاراته الانتخابية، اي ان الايرانيين انتخبوه من اجل علاقات أفضل مع دول الجوار.هذه الاشارة الايرانية او الرغبة السلمية من قبل الناخب الايراني يجب ان تكون، او بالاحرى نتمنى ان تكون كافية لاطفاء نار الفتنة، التي يحاول ان يشعلها البعض هنا بين ايران وبقية دول الخليج، او بين المواطنين الشيعة المتهمين بالولاء لايران وبقية المواطنين من المذاهب والديانات المختلفة.وحكومتنا التي التزمت حتى الآن بسياسة متزنة وعملية مع الجمهورية الايرانية، نتمنى ايضا ان تواصل هذه السياسة، وان تتجنب الدخول في اتفاقات او علاقات خارجية مخصصة لمحاربة ايران او التصدي للنشاط او الخطر الايراني المزعوم.لقد أدى الشعب الايراني دوره، وبسط يد التقارب والتعاون من خلال انتخاب دعاة الاعتدال والعلاقات الطيبة مع دول الجوار، الآن المطلوب من دول الجوار هذه ان تحرص على عدم ارسال اشارات عكسية الى الشعب والقيادة في ايران، اشارات سهل تمريرها هذه الايام بفضل الاحتقان الطائفي والعداوة التي خلقها البعض بفعل أحداث سوريا، ورغم ان أغلبها لغو وتصريحات وسباب غير مسؤول، فإن الله وحده يعلم ما ستخلقه من ردة فعل او على الاقل خيبة أمل، قد تكون لها ردة فعل مبالغ فيها لدى الاطراف الايرانية، التي لاشك لديها مثلنا طلاب الخلافات والباحثون عن المتاعب. (القبس الكويتية)

 

التعليقات مغلقة.