تامنصورت: وجب إعادة النظر في التنمية الحضرية.. فالداخل إليها مفقود والخارج منها موجود

0

الانتفاضة

 

بسبب المشاكل العويصة التي تعاني منها مدينة تامنصورت المتاخمة لمراكش، حيث تعتبر واحدة من المدن التي أُعطيت انطلاقتها بمبادرة ملكية تحت قيادة الملك محمد السادس، الذي حرص على تنميتها لتكون مخرجًا للضغط السكاني والازدحام في مدينة مراكش، لكن بدون أن ينعكس ذلك على السكان والسكنى.

لكن و منذ بداية عام 2025، كان هناك حلم يراود الأسر الضعيفة والمتوسطة بأن تصبح تامنصورت ملاذًا آمنًا ووجهة حضرية تحتذى بها، ولكن مع مرور السنوات، أصبح هذا الحلم مهددًا.

و عندما أُعلن عن تنمية تامنصورت، كان هناك أمل كبير في أن تصبح المدينة الجديدة مركزًا حضريًا متكاملًا، تم التخطيط لها لتكون بمثابة “مانفسا” للمدينة التاريخية مراكش، حيث يُفترض أن تخفف من حدة الازدحام وتوفر مساحات سكنية ملائمة. ومع ذلك، فإن الواقع الذي تعيشه المدينة لا يعكس هذا الحلم.

و مع مرور السنوات وتوالي المجالس البلدية، بدأت تظهر العديد من التحديات التي تعيق تقدم المدينة. من أبرز هذه التحديات:

1. البنية التحتية: تعاني تامنصورت من نقص حاد في البنية التحتية الأساسية. الطرق غير معبدة بشكل جيد، والمواصلات العامة غير كافية، و هذا يؤثر سلبًا على الحركة اليومية للسكان ويجعل الوصول إلى الخدمات الأساسية أمرًا صعبًا.

2. السكن: على الرغم من الوعود بتوفير وحدات سكنية بأسعار معقولة، إلا أن العديد من الأسر ما زالت تعاني من ارتفاع أسعار العقارات، حيث يُظهر السوق العقاري في تامنصورت تضاربًا بين الطلب المتزايد والعرض المحدود، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة السكن.

3. الخدمات العامة: هناك نقص في الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية ، حيث أن العديد من الأسر تجد صعوبة في الوصول إلى المرافق الصحية، مما يؤثر على جودة الحياة.

4. المساحات الخضراء: فبالرغم من أهمية توفير المساحات الخضراء، إلا أن المدينة تفتقر إلى الحدائق والمنتزهات، وهذا يحد من فرص الاستجمام والترفيه للسكان.

إن الوضع الراهن يتطلب إعادة النظر في خطط التنمية الحضرية.

كما يجب أن يشمل التخطيط العمراني جميع جوانب الحياة في تامنصورت، مع التركيز على:

– التخطيط العمراني: ينبغي وضع خطط شاملة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات السكان وتوقعاتهم، لأنه من المهم أن يكون هناك توازن بين المتطلبات السكنية والتجارية.

– تحسين البنية التحتية: يجب أن تكون هناك استثمارات حقيقية في تطوير الطرق والمواصلات العامة، مما يسهل حركة السكان ويضمن وصولهم إلى الخدمات.

– توفير السكن الملائم: ينبغي العمل على توفير وحدات سكنية بأسعار معقولة، خاصة للعائلات ذات الدخل المحدو، كما يجب أن تكون هذه الوحدات ملائمة من حيث المساحة والمرافق.

– تعزيز المساحات الخضراء: يجب تخصيص المزيد من الأراضي لإنشاء حدائق ومتنزهات، مما يعزز من جودة الحياة ويساهم في تحسين البيئة.

لقد أصبح من الضروري أن يتم فتح قنوات تواصل مع المواطنين، لضمان مشاركتهم في القرارات المتعلقة بتطوير المدينة حيث يجب أن يشعر السكان بأن لهم صوتًا في ما يخص مستقبل مدينتهم.

بقي أن نشير إلى أن تامنصورت تواجه تحديات كبيرة، ولكن بإرادة سياسية وتعاون فعّال بين الحكومة والمواطنين، يمكن تحويل هذه المدينة إلى نموذج يحتذى به في التنمية الحضرية خاصة إذا تم الالتزام بتلك النقاط الأساسية، فإن الحلم الذي راود الأسر الضعيفة والمتوسطة يمكن أن يتحقق، وتصبح تامنصورت مدينة تزخر بالحياة والجمال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.