مراكش … مختبر تحليل الخطاب يحتفي بشخصية العاشق للمسرح عبد الواحد ابن ياسر

الانتفاضة

عبد اللطيف السندباد

دراسات عميقة وشهادات مؤثرة وأنغام ملتزمة طبعت احتفالية التجربة المسرحية للباحث والناقد الدكتور عبد الواحد ابن ياسر مساء الأربعاء 27 مارس 2019 بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، بكلية الآداب والعلوم الانسانية جامعة القاضي عياض. وشارك في جلسة الاحتفاء نقاد ومسرحيون وفلاسفة وفنانون أجمعوا على الموسوعية الفنية الطويلة العقود للمحتفى به ابن ياسر  في رسم خارطة المسرح المغربي والعربي، وذكر مسير الجلسة الدكتور مولاي يوسف الادريسي مدير مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف الجهة المنظمة أننا في الوقت الذي نحتفي بقطب المسرح والفنون الركحية الأستاذ ابن ياسر  وتاريخه الممتد تنظيرا وممارسة على خشبات المسرح، فإن عبارات وكلمات ونغمات المشاركين  لا توفي حق المنجز الابداعي والمسيرة النقدية للمحتفى به، وأعلن الادريسي عن شهر دجنبر المقبل موعدا للاحتفاء الأكبر بابن ياسر ضمن احتفاليات جامعة القاضي عياض بالذكرى 40 على انطلاقها…

وعرف الاحتفاء جلستين تخللتهما وصلات موسيقية ملتزمة أداها على آلة العود الفنان المبدع عزيز باعلي، وتناول في الجلسة الأولى كل من الناقد الدكتور محمد قيسامي ” إشكالية المنظور الجمالي في المسرح ” وانبنائه التاريخي على قيمة الصراع منذ العصر الاغريقي والفرعوني مرورابالعصور الوسطى وعصر النهضة وبروز المذاهب النقدية الكبرى من الرومانسية الى الواقعية… حيث لكل عصر طبيعته المؤسسة لعملية الصراع، بما فيها لحظات التأسيس الجمالي للمسرح العربي، وثباته على الرؤية العقدية التوحيدية في بناء الصراع. من جانبه أبدى الدكتور مصطفى لعريصة ” في عشق الفلسفة ” شهادة الندرة والتميز في حق المحتفى به ابن ياسر، مستعرضا العشق التاريخي المتشارك بينهما على أرضية مأدبات أفلاطون ومديح الحب والرغبة في الجمال والبحث الدائم عن الحكمة.

وقدم الدكتور الناقد الحجاجي عادل عبد اللطيف بصدد كتاب ” عشق المسرح  ” قراءة أسماها بالمنفعلة بهذا المؤلف في حق المكرم ابن ياسر، مبينا أبعاد تسمية الكتاب، وبرجه، وما احتواه من تكامل منهجي، وأبعادهالقيمية، مشددا على الوضع القلق والحزين لحالة المسرح، والعيش في الأزمة التي تتخط فيها الحركة المسرحية المغربية والعربية، وعرج عادل على ممكنات تصحيح المشهد القائم على ضرورة اعادة التأهيل، وتبسيط المساطر،  وإعادة الهيكلة، وخلق مهرجانات مميزة … وأشاد المسرحي عبد الصمد الفتال في مداخلته بـ ” عريش ابن ياسر الوارف “، معتبرا إياه من مؤسسي الدرس  المسرحي بالمغرب وعلامة مضيئة في عشق المسرح تنظيرا وممارسة، تثقيفا وتخطيطا، وعلى نفس المنوال قدم المبدع المسرحي عمر جدلي شهادته المائزة في الاعتراف بالأبوية الروحية لابن ياسر في المجال المسرحي، وأنه ثاني اثنينباستحقاق مع الكاتب والباحث الدكتور حسن المنيعي في التأسيس لأوليات المسرح بالمغرب، واصفا اياه بالذاكرة المسرحية والموسوعي في المتابعة الرصينة لحركية المسرح العربي والعالمي بالإضافة الى تخصصه الرائد في مجال الكتابة النقدية.

وبلغة بيانية كشفت شهادة الباحث البلاغي والناقد الدكتور عبد الجليل هنوشعن أناقة التعبير لدى عبد الواحد وتعاملاته النبيلة وتفكيرهالحكيم في عدد من المواقفالحركية منذ بداية التسعينات من القرن الماضي، وأبرز المتدخل نميطات ثلاث في شخصية المحتفى به، من جهة كونه مناضلا مبدئيا، وباحثا رصينا، وصديقا صدوقا، واسما اياه بالقارئ النهم المخلص في عمليات استعارة الكتب وإرجاعها. فيما لفت الباحث الدكتور محمد البوغاليأنظار المشاركين والحضور الى قوة اصطفاف ابن ياسر الى جانب الطالبات والطلبة في مختلف شؤونهم البيداغوجية والادارية والاجتماعية…

التعليقات مغلقة.