غيرت التساقطات الثلجية الكثيفة بإقليم الحوز معالم عدد من الجماعات الترابية المتواجدة بالمناطق الجبلية بدءا من تلك التي فاق علوها 900 متر عن سطح البحر، انطلاقا من جماعة اسني اغبار ايت احكيم ايت ازيد تغدوين زرقطن ،ايت عادل وتزارت وابادو واغلب المناطق الجبلية التي لبست فيها التربة كسوتها البيضاء (الخفيفة)، وصولا إلى جغرافية المنطقة الوعرة التي يعرفها اقليم الحوز من ورزازات الى ازيلال وتارودانت وشيشاوة ، التي التحفت البياض الناصع، في الطرقات والهضاب والمسالك الطرقية الجماعية وغطائها النباتي، الأمر ذاته نجده بشكل أجمل بمرتفعات جبال توبقال وجبال تشكا ، بعد أن شكل الثلج أشكاله الهندسية الخلابة بإبداع من الخالق عز وجل، والذي ينقلنا إلى تلك المشاهد التي لم نراها إلا في السبعينات والثمانينات، او بشاشات التلفزيون كلما حطت كاميرات دار البريهي بايفران الخلابة، او احدى الاذاعات الأوروبية او الامريكية.
ففي منطقة اسني، تغدوين، زرقطن، ايت احكيم او ايت ازيد نجد منازل بمواد محلية ( التراب والحجارة) وقد وضعت على ناصيتها عمامة بيضاء من الثلوج وفي مخمصها ثلوج تنفذ إلى أعماق الأرض لتكون فرشة مائية تتعزز بها المنطقة، وتملأ سد مولا ي يوسف الذي يستفيذ منه اقليم قلعة السراغنة 100/100. في اتصال هاتفي بالجريدة اكد عدد من ساكنة هذه المناطق، أنه بالرغم من محاصرة الثلوج لعدد من الدواوير، ومعاناة ساكنة المنطقة من نقص في المواد الغذائية والأعلاف والكلأ للماشية، الا انهم جد سعداء بحجم الثلوج المتساقطة الشيء الذي سينقد الموسم الفلاحي من جهة وعودة الغطاء النباتي والاشجار الشبه ميتة الى الحياة من جديد، وهذا يعني انتعاش اقتصادي لدى الفلاح.
وفي تصريح للجريدة، قالت سيدة تعمل مولدة للنساء بالمنطقة، أن جميع النساء الحوامل التي تتابع وضعية حملهن واللواتي على وشك الوضع تم نقلهن إلى احد المراكز الصحية تحسبا لأي مخاض، سيما وأن الثلوج تسببت في قطع الطرق بين الساكنة والمراكز القروية.
التعليقات مغلقة.