ما السر وراء تخطى “المصباح” المرحلة بسلام؟

الانتفاضة

ما بين إعفاء ابن كيران من تشكيل الحكومة وبلاغ الأمانة العامة حول الموضوع، ثم تعيين العثماني رئيسا للحكومة وبلاغ المجلس الوطني الأخير، تبين بالملموس مرة أخرى مدى قوة حزب العدالة والتنمية، فما السر وراء مرور الحزب من هذه التحولات بسلام وحفاظه على وحدته وتماسكه الداخلي؟.

السر في ذلك أننا اليوم أمام حالة حزبية فريدة، حسمت قرارها مع المأسسة كمنهج، وآوت إلى ركنها الشديد المنيع، فكلمة السر في هذه القوة وهذه المناعة، وفق مقال نُشر بـ “كلمة الموقع” على pjd.ma  امس الاثنين، “هو إيمان الحزب بالمؤسسات وتبنيه الواضح للديمقراطية قناعة ومنهجا وليس ادعاء أو افتراء، لقد أكد حزب العدالة والتنمية مرة أخرى أنه حزب ديمقراطي وأنه حزب مؤسسات”.

سر آخر قوى من وحدة الحزب وتماسكه، وفق ذات المصدر، وهو المتعلق “بتقدير وتثمين هيئات ومناضلي الحزب، لأداء الأمين العام الأستاذ عبد الإله ابن كيران وحسن تدبيره لمرحلة التفاوض التي للأسف لم تفض لنتيجة إيجابية، بسبب الاشتراطات اللامنتهية لأطراف التشاور”.

ومن خلال البلاغين المذكورين، والذين حققا تماهيا واضحا في خطابهما ورسائلهما، يتضح “أننا بإزاء حالة فريدة في المشهد السياسي تعكس وضوحا في الرؤية إلى درجة تجعل الهيئات المختلفة تتبنى الموقف ذاته، وتنطلق من نفس المقاربة”، وتابع الموقع في كلمته أن هذا “يفيد أننا أمام حزب يمتلك مشروعا موحدا ورؤية ضابطة تنبجس منها بقية المواقف، وتتحدد على ضوئها المسارات المستقبلية”.

“لقد انتصر البيانان للاختيار الديمقراطي واعتبراه مرجعا وجب ضبط إيقاع الفعل السياسي عليه، كما انتصرا أيضا لمقاربة التعاطي الايجابي مع المعطيات التي أفرزتها حالة ما بعد “البلوكاج”، يقول ذات المصدر، معتبرا أن هذا الأمر تم “في تماهٍ مع اختيارات الحزب ومنطلقاته الفكرية، والتي تُعْلِي مصلحة الوطن على كل شيء، وتجعل من أسلوب التعاون والتفاهم آلية مفضلة وذات نجاعة فائقة في تدبير اللحظات الأكثر دقة في الممارسة السياسية”.

التعليقات مغلقة.