اسبوعية الانتفاضة/عدسة : فتح الله الطرومبتي
يعاني تجار وصناع المركب نور بجماعة اسعادة اقليم مراكش مشاكل عويصة أثرت على مواردهم المادية، وانعكست سلبا على حياتهم الشخصية بعد ان بدا شبح الإفراغ والتشريد يهددهم ويقض مضاجعهم، بسبب ادعاء احد الغرباء من ذوي النفود بامتلاك الأرض التي أقيم عليها المركب، والتي تبلغ حوالي 56 هكتار، بها 17 شركة، إلى جانب محلات تجارية ومهنية ، تشغل ازيد من 200 يد عاملة، اغلبهم يتحملون مسؤوليات اسرية، مما يجعل عدد المهددين بالتشرد يفوق ألفي نسمة.
وحسب السيد حسن ايت الراضي رئيس جمعية نور للتجارة والصناعة بجماعة اسعادة، وهو مقاول شاب، متزوج وله أربعة ابناء، فإنه فوجئ بحكم قضائي يقضي بإفراغ إحدى المقاولات بالمركب، بعد ان تقدم شخص يدعي امتلاكه للأرض، وله الحق في طرد المحتلين والاستيلاء على كل ما علق بها من بنايات ومتاع وتجهيزات. وعمد الشخص المذكور إلى رفع شكاية بمقاولتين كخطوة أولى تفتح له الباب للانقضاض على كل المحلات الصناعية والتجارية.
حينها طولبت بصفتي رئيس الجمعية، يضيف السيد حسن، من طرف اعضاء الجمعية بضرورة البحث والتقصي من أجل الوصول إلى الحقيقة، وكانت التأكيدات الرسمية جميعها تفيد ان الأرض التي عليها المركب تعود لأراضي الجموع، وأن الوثائق التي تربط هذا الشخص ببعض المقاولين غير ملزمة، على اعتبار ان وزارة الداخلية هي الجهة الوحيدة التي لها الحق في التفاوض مع المقاولين.
واستغرب السيد حسن من ان الشخص المذكور الذي كان من وراء بيع حق التصرف لمجموعة من المستثمرين الشباب، والتي حصل من ورائها على مليارات عديدة، لدرجة دفعت ببعض المتتبعين إلى وصف الأرض التي بني عليها المركب، بأغلى أرض في العالم. كيف يسمح لنفسه بعد مراكمته لتلك الأموال التي تفوق قيمة الأرض والتي حصل عليها دون سند قانوني، بالتفكير في طرد هؤلاء المستثمرين الذين باعوا الغالي والنفيس من أجل تحويلها من خلاء قاحل، الى مشاريع تنموية كبيرة ومدرة للدخل.
وأضاف أن الدافع لاقتناء هذه الارض هو الازمة التي كان يعاني منها العقار بمراكش، حيث كان الطلب يفوق العرض، حينها استغل بعض المنعشين العقاريين هذه الازمة ليلهبوا جيوب الشباب الراغب في الاستثمار وإثبات الذات، وكان بعضهم لا يكتفي بالبيع، بل يلزم المشتري بتوقيع التزامات تستهدف سلب كل ما يملك في حالة نشوب خلاف بينهما، وبذلك فالمستغلون للظرفية لم يكن يهمهم فقط ما جنوه من أموال صفقة مشبوهة، بل كانت اطماعهم ترمي إلى امتلاك “الجمل وما حمل”. تحت تهديدات وغرامات خيالية، لا يمكن للعقل ان يصدقها،
وتساءل رئيس جمعية نور للتجارة والصناعة بجماعة اسعادة إذا كان هؤلاء المستثمرون محتلين للأرض، فلم لم يوقف الشخص الأشغال التي كانت على قدم وساق، ولم لم يتقدم بأية شكاية آنذاك علما ان أحدثها تم بناؤه لازيد من عقد من الزمن ؟
وهل كانت السلطات المحلية غائبة حين كانت البنايات ترتفع، والتجهيزات تأخذ مكانها، والشركات تشهر لوحاتها عالية فوق المباني ؟
وهل كانت السلطات المحلية غبية حين كانت تسلم الشهادات الادارية لمن طلبها من هذه المؤسسات الصناعية؟ وقس على ذلك باقي مؤسسات الدولة التي تعترف بهذه المؤسسات، من مديرية الضرائب، والوكالة المستقلة للماء والكهرباء وغيرها من المصالح الادارية والتجارية؟.
واعتبر رئيس الجمعية ان ما يقع اليوم هو فضيحة بكل المقاييس، واستمرار العبث يعد ضربا للقانون وتهديدا حقيقيا لمصير أزيد من 2000 نسمة، وخسارة يصعب التكهن بنتائجها وانعكاساتها ليس على المستثمر فقط، ولا على العامل والعاملة واسرهم، بل وأيضا على منطقة اسعادة بكاملها .
وفي سؤال حول ماذا تنوي الجمعية فعله لحماية مصالح مركب نور للتجارة والصناعة ، أشار السيد ايت الراضي إلى أن الجمعية تعتبر نفسها قانونية، وهي تتوفر على كل الوثائق الإدارية والقانونية التي تعطي للشركات والمؤسسات المهنية والتجارية والصناعية الحق في التصرف في الأرض،وانها تعطي لنفسها الحق والوقت لاتخاذ كل الاجراءات والخطوات المشروعة من أجل فضح ما اعتبره احتيالا على المقاولين الشباب، واعتبر ان الجمعية لحدود اليوم ما زالت تتعامل مع الموضوع بروية وبعيدا عن الضوضاء والاحتجاجات والاعتصامات، متشبثة بالقانون، وبما أوصى به صاحب الجلالة من عناية بالمقاولين الشباب، وما ورد من قوانين تهم اراضي الكيش والجموع ، وفي حالة ما إذا ارتأت الجمعية أن سلطة المال والنفوذ هي المسيطرة، فإنها ستعمل بكل ما تملك من إرادة لحماية مصالحها، وبكل الوسائل المشروعة التي تراها مناسبة لإسماع صوتها ونيل حقوقها كاملة
وارتباطا بالموضوع، صرح السيد العروي عبد المولى قائلا : أتوفر على محلي المهني، الذي بنيته من عرق جبيني، و أتوفر على كافة الوثائق الادارية والقانونية التي تخصه، إلا أنني فوجئت بشكاية من طرف هذا الشخص الذي يدعي أنني تراميت على أرضه، وحين طلبت منه تأكيد ما يثبت علاقته بالمكان، تبين لي رغم أنه لم يكن لدي شك في أنه يسعى للاستحواذ على المركب بدون حق، والسطو على أرزاق العباد، ويضيف السيد عبد المولى : أنه متأجد بأن الشخص المذكور، لا إثبات لديه، وكيف يكون صاحب الأرض، وهي تابعة لأرض الكيش،كما انه إذا كان يملك عقدة التصرف فقد تنازل عنها للغير بموجب العقد، كما ان كل المقاولين الشباب والشركات بالمركب يتوفر على نفس الوثيقة، وغيرها من الوثائق التي تحمي تواجدها..
التعليقات مغلقة.