مأساة تهز مراكش.. العثور على جثة رضيعة حديثة الولادة في ظروف غامضة يفتح أسئلة خطيرة

0

الانتفاضة/ جميلة ناصف

عاشت مدينة مراكش، صباح اليوم الجمعة 14 نونبر 2025، على وقع جريمة مروعة بعدما تم العثور على جثة رضيعة حديثة الولادة ملقاة بجانب إحدى حاويات الأزبال بحي المسيرة 3 (حرف ب)، في حادث مأساوي خلف حالة من الحزن والاستنكار وسط الساكنة.

وبحسب مصادر محلية، فقد اكتشف أحد المارة الجثة في الساعات الأولى من الصباح، قبل أن يقوم بإشعار السلطات، لتسارع عناصر الأمن الوطني والسلطات المحلية إلى عين المكان حيث تم تطويق محيط الحادث والبدء في إجراءات المعاينة الأولية.

وأفادت المعطيات المتوفرة بأن الرضيعة حديثة الولادة، ويرجح أنه تم التخلي عنها بعد فترة قصيرة من وضعها، ما دفع المصالح الأمنية إلى فتح تحقيق فوري وشامل بإشراف مباشر من النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد ظروف وملابسات هذا الفعل الإجرامي.

وتم نقل جثة الرضيعة إلى مستودع الأموات بالمستشفى قصد إخضاعها للتشريح الطبي، الذي من شأنه الكشف عن سبب الوفاة وتحديد ما إذا كان التخلي عنها وقع قبل أو بعد وفاتها، إضافة إلى تحديد توقيت الوفاة بدقة. وتشير مصادر مطلعة إلى أن نتائج التشريح ستكون عنصرا أساسيا في رسم المسار التحقيقي لهذه القضية.

وتواصل الأجهزة الأمنية، بالتوازي مع ذلك، تحرياتها الميدانية عبر مراجعة كاميرات المراقبة القريبة من موقع الحادث، في محاولة للوصول إلى هوية الأم أو أي طرف قد يكون متورطا في التخلص من الرضيعة بهذه الطريقة المأساوية.

وقد أثارت هذه الجريمة موجة واسعة من الغضب في صفوف سكان المنطقة، الذين عبروا عن صدمتهم الكبيرة من تكرار حوادث التخلي عن الرضع، معتبرين أن ما وقع يستدعي تدخلا أقوى من الجهات المختصة لتوفير آليات حماية اجتماعية ونفسية للنساء في وضعيات هشة.

وتعيد هذه الواقعة إلى الواجهة ظاهرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة، وهي مشكلة اجتماعية متكررة تتطلب حلولا شاملة، تشمل التوعية والدعم النفسي وتسهيل الولوج إلى مؤسسات الإيواء والمساعدة الاجتماعية، منعا لتحول مثل هذه الحالات إلى مآس إنسانية.

ولا تزال السلطات الأمنية بنيابة مراكش تبذل جهودا مكثفة لفك لغز هذه الجريمة، أملا في الوصول إلى الجهة المتورطة وتقديمها للعدالة، خصوصا أن الجريمة تمس الحق الأساسي في الحياة لطفلة لم يكتب لها أن ترى من الدنيا سوى ساعات قليلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.