الانتفاضة/ جميلة ناصف
بأداء مبهر وروح قتالية عالية، حقق المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة فوزا تاريخيا على نظيره من كاليدونيا الجديدة بنتيجة غير مسبوقة بلغت (16 – 0) ، في المباراة التي جمعتهما اليوم الأحد على أرضية ملعب رقم 1 بمجمع أسباير زون في العاصمة القطرية الدوحة، ضمن الجولة الثالثة من دور المجموعات لمنافسات كأس العالم للفتيان تحت 17 سنة.
هذا الانتصار الكاسح لم يكن مجرد فوز عابر، بل استعراض فني وبدني يعكس نضج جيل جديد من أسود المستقبل، الذين أبانوا عن جاهزية تكتيكية عالية، وتماسك جماعي يليق بصورة كرة القدم المغربية التي تشهد نهضة شاملة في مختلف الفئات السنية.
منذ الدقائق الأولى، أعلن الأشبال نيتهم الواضحة في السيطرة على مجريات اللقاء، فافتتح بلال سقراط التسجيل في الدقيقة الثالثة، قبل أن يضيف وليد بنصالح هدفين متتاليين (د 11 ود 18)، لتبدأ بعد ذلك ملحمة الأهداف التي توالت بوتيرة مذهلة وسط ذهول الخصم وإعجاب المتابعين.
وتناوب على تسجيل الأهداف كل من عبد العالي الداودي (د 41 و42)، وإلياس حيداوي (د 44)، وزياد باها الذي تألق بثلاثية (د 2+45 ود 50)، وزكرياء الخلفاوي (د 48)، وناهل حداني (د 56 ود 60)، وعبد الله وزان (د 73 و2+90)، فيما ساهم لاعب من كاليدونيا الجديدة بهدف عكسي (د 76)، ليختتم إسماعيل العود المهرجان بهدفين آخرين في الدقيقتين (80 و90).
بهذه النتيجة العريضة، أنعش المنتخب المغربي آماله في التأهل إلى الدور المقبل، مستعيدا الثقة والحماس بعد أداء متوازن في الجولات السابقة، ومؤكدا أن مستقبل الكرة المغربية في أيد واعدة تحمل هوية اللعب الجماعي والإصرار على النصر.
وقد أشاد محللون رياضيون بالأداء الجماعي المنظم للأشبال، معتبرين أن هذا الفوز ليس مجرد نتيجة رقمية، بل تجسيد لمشروع تكوين وطني بدأ يعطي ثماره، خصوصا في ظل استراتيجية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي وضعت تطوير الفئات العمرية في صميم رؤيتها الكروية المستقبلية.
في الدوحة، حيث تلتقي الأحلام الكروية بأرض الواقع، كتب الأشبال المغاربة صفحة جديدة في سجل المجد الرياضي الوطني، رافعين راية المغرب عاليا، ومؤكدين أن أسود الأطلس القادمين من مدرسة الناشئين جاهزون لكتابة فصول جديدة من التألق في البطولات العالمية المقبلة.