“من الموضة إلى الفضيحة !..شركة موضة صينية في قلب عاصفة فرنسية بسبب دمية جنــ ـسية تشعل الغضب !

0

الانتفاضة

تجد شركة “شي إن” الصينية نفسها مجددًا في قلب العاصفة بفرنسا، و هذه المرة بسبب فضيحة غير متوقعة تتجاوز عالم الأزياء إلى منطقة حساسة أثارت سخط الرأي العام. فقد تفجرت موجة من الغضب بعد أن إكتُشف أن المنصة الشهيرة عرضت للبيع دمية جنسية وُصفت بأنها “غير لائقة و مهينة”، في وقت تواجه فيه الشركة أصلاً ضغوطاً متزايدة بسبب إنتقادات تتعلق بممارساتها البيئية و ظروف العمل في مصانعها.

القضية التي تفجرت عبر وسائل التواصل الإجتماعي تحولت بسرعة إلى مادة نقاش وطني، إذ إعتبر العديد من الفرنسيين أن ما حدث “يتعارض مع القيم الأخلاقية و إحترام الكرامة الإنسانية”. و وجدت “شي إن” نفسها مضطرة إلى سحب المنتج فوراً و تقديم إعتذار رسمي، مؤكدة أن ما حدث “خطأ غير مقصود” و أنها فتحت تحقيقاً داخلياً لضمان عدم تكرار مثل هذه الحالات.

لكن الحادث لم يمر مرور الكرام في بلد شديد الحساسية تجاه قضايا الإستغلال و التسليع الجنسي. فقد إستغلت منظمات فرنسية مدافعة عن حقوق المرأة هذه الواقعة لتجديد دعوتها إلى مقاطعة الشركة، متهمة إياها بتجاوز كل الخطوط الحمراء في سعيها المحموم وراء الربح السريع. كما دخلت الحكومة الفرنسية على الخط من خلال تصريحات لمسؤولين إعتبروا أن المنصات الأجنبية العاملة في السوق الأوروبية مطالبة بالإلتزام الصارم بالقوانين و القيم المحلية، لا بمجرد حسابات المبيعات.

تأتي هذه الفضيحة لتضاف إلى سلسلة من الأزمات التي تحاصر “شي إن” في فرنسا و أوروبا عمومًا، من إتهامات بانتهاك معايير البيئة و العمالة إلى جدل حول إحتكار السوق و إغراقها بالمنتجات الرخيصة. إلا أن الأزمة الأخيرة تضرب الشركة في صورتها الأخلاقية، و هو ما قد تكون له تبعات طويلة الأمد على ثقة المستهلكين، خصوصًا في سوق تُولي أهمية كبرى للرمزية و القيم الثقافية.

و رغم محاولات “شي إن” إمتصاص الصدمة عبر حملات دعائية و تبريرات رسمية، إلا أن الضرر المعنوي بدا واضحاً. فالشركة التي بنت مجدها على سرعة الإنتاج و التفاعل مع ذوق الشباب العالمي، تواجه اليوم معركة أصعب : معركة الصورة والسمعة في واحدة من أكثر الأسواق حساسية و تأثيراً.

و بينما تحاول المنصة إعادة ترتيب أوراقها، يبدو أن الفضيحة الأخيرة ستبقى وصمة يصعب محوها بسهولة، و تذكيراً بأن “الموضة السريعة” قد تصبح أحياناً أسرع طريق نحو السقوط الأخلاقي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.