الانتفاضة // نور الهدى العيساوي
في واقعة غير مسبوقة، نجح شاب إفريقي من جنوب الصحراء في دخول مدينة “سبتة” المحتلة، قادماً من المغرب و مستخداما لمظلة شراعية، في أول عبور من نوعه تسجله السلطات الإسبانية، حيث وصف مصدر أمني العملية بأنها مغامرة جريئة، خطيرة وغير مألوفة.
الشاب، الذي يبلغ من العمر حوالي العشرين عاماً والذي لطالما عُرف بهدوئه، اختار يوم الجمعة الماضي لتنفيذ محاولته الجريئة، حيث حمل مظلته الشراعية وانطلق في رحلة أشبه بمشهد سينمائي، تمكن خلالها من الوصول إلى سبتة دون أن يصاب بأي أذى، ما يعكس خبرته ومعرفته الدقيقة بأسلوب الطيران المظلي.
وقد ذكرت صحيفة “إل فارو” المحلية أن هذا الشاب، أصبح أول مهاجر يدخل سبتة بهذه الطريقة، بينما سُجلت في مليلية حالتان مماثلتان فقط خلال السنوات الماضية.
كما أفاد مصدر في الحرس المدني الإسباني أن السلطات لا تتوقع تكرار هذه التجربة بالسهولة عينها، نظراً لخطرها وكلفتها العالية، إضافةً إلى الحاجة لتدريب مسبق على مهارة الطيران.
وبعد وصوله إلى منطقة “سيدي إبراهيم” في سبة المحتلة، ترك الشاب مظلته الورديّة، التي وصفتها الصحيفة بأنها “لون الأمل”، بين الأعشاب، قبل أن يختفي عن الأنظار.
ورغم عمليات البحث المكثفة التي نفذتها دوريات الحرس المدني، لم يتم العثور عليه حتى الآن، حيث توضح المعطيات أن الشاب، تمكن أولاً من التسلل خارج المراقبة المغربية وتجاوز السياج الحدودي، ليواصل بعد ذلك رحلته الجوية إلى المدينة المحتلة.
طريقة عبوره بدت وكأنها مشهد مستوحى من مقاطع “تيك توك”، إذ لطالما كان بعض المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، يشاركوا مقاطع ساخرة تتخيل عبور المضيق بالمظلات.
فعلى ما يبدو، ما كان يوماً حلماً إفتراضياً، أصبح واقعاً ملموساً بعد نجاح هذه العملية الفريدة، لتفتح صفحة جديدة في سجل الطرق غير التقليدية للهجرة نحو أوروبا.